بأمر من إيران.. الحوثي يعلن الاستسلام


في تطور لافت يعكس التحولات في معادلة الصراع الإقليمي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استسلام المدعومة من إيران، ووقف هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر، في خطوة وصفتها مصادر مطلعة بأنها جاءت بأمر مباشر من طهران، بعد تصاعد الضربات الأمريكية التي أوجعت المليشيا وأصابت بنيتها العسكرية والبحرية في مقتل.
وجاء هذا الإعلان بعد سلسلة ضربات دقيقة نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا استهدفت مواقع ومنشآت حوثية حيوية، أبرزها منصات إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة، ومخازن لوجستية وموانئ في محافظة الحديدة،. الأمر الذي دفع المليشيا إلى الرضوخ للضغوط الدولية ورفع الراية البيضاء، بحسب تعبير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أكد أن الحوثيين “استسلموا تحت وطأة الضغط العسكري”.
مصادر دبلوماسية غربية كشفت أن قرار وقف الهجمات لم يكن نابعًا من صنعاء، بل جاء بناءً على توجيهات من القيادة الإيرانية، التي تخشى من تحول الضربات التكتيكية الأمريكية إلى مواجهة مباشرة، خاصة في ظل توعد ترامب بمحاسبة طهران على أي تهديد تمثله أذرعها في المنطقة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت بالغ الحساسية، إذ تسعى إيران إلى احتواء التوتر المتصاعد بعد ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع لها في سوريا والعراق، إضافة إلى استهداف قنصليتها في دمشق، ما دفعها إلى ضبط إيقاع المليشيات التابعة لها تجنبًا لتصعيد شامل قد يعرض أمنها القومي للخطر.
الضربات الأمريكية كانت موجعة
خلافًا لحملات سابقة، تميزت الضربات الأخيرة بدقة عالية وتنسيق استخباراتي مكثف، ما أدى إلى شل قدرة الحوثيين على تنفيذ عمليات بحرية جديدة، وخسارة عدد من المنشآت التي كانوا يعوّلون عليها لتخزين السلاح وإطلاق الطائرات المسيّرة.
ويعتقد محللون أن هذا الضغط العسكري المنظم هو الذي أجبر الحوثيين على القبول بشروط أمريكية غير معلنة مقابل وقف القصف، في مشهد وصفه مراقبون بأنه “استسلام تكتيكي فرضته الخسائر”، لا قناعة بتغيير النهج أو توقف دائم عن التصعيد.
نهاية ورقة “نصرة غزة”؟
وكان الحوثيون قد برروا تدخلهم في البحر الأحمر بـ”نصرة غزة”، غير أن الواقع الميداني أثبت أن عملياتهم لم تؤثر فعليًا على مجريات الحرب هناك، وإنما زادت من عزلة اليمن وأضرت بشعبه واقتصاده. ومع توقف الهجمات، تتكشف حقيقة أن هذه الورقة كانت أداة سياسية وأمنية لإيران أكثر منها دعمًا حقيقيًا للفلسطينيين.
إعلان الحوثيين الاستسلام ووقف الهجمات في البحر الأحمر لا يعكس تغيرًا في العقيدة، بل انسحابًا تكتيكيًا بضغط إيراني مباشر، في ظل تغير قواعد الاشتباك الأمريكية، وتصاعد التهديدات الجدية التي تواجه المشروع الإيراني في المنطقة.