وصفوه بـ«بوق الفتنة».. إدانة يمنية واسعة لتصريحات شوقي القاضي حول طارق صالح

أثارت تصريحات أدلى بها النائب البرلماني عن حزب التجمع اليمني للإصلاح، شوقي القاضي، موجة استنكار واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن اتهم فيها العميد طارق صالح، قائد المقاومة الوطنية، وعضو مجلس القيادة الرئاسي، بالسعي لإقامة دولة مستقلة في الساحل الغربي، في وقت تبذل فيه اليمن جهودًا داخلية وإقليمية لتوحيد صفوفها استعدادًا لعملية عسكرية محتملة تهدف إلى استعادة الدولة من قبضة مليشيا الحوثي.

وصف مئات اليمنيين على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) تصريحات القاضي بأنها “مليئة بالتحريض ومحاولة لبث الفتنة”، متسائلين عن توقيت هذه المزاعم، والتي جاءت متزامنة مع مؤشرات على قرب انطلاق معركة حاسمة ضد الحوثيين، تتطلب تنسيقًا كاملًا بين القوى الوطنية الفاعلة.

غضب شعبي واسع
كتب أحد المستخدمين البارزين (@bilqis0yemen): “إلى شوقي القاضي بوق الفتنة: سكتّ دهرًا ونطقت كذبًا… تتهم طارق صالح بمخطط صهيوني؟ وكأنك الناطق باسم الطهارة بينما الجميع يعرف من شرعن الانقلاب”. وأضاف أن القاضي يحاول التشويش على مشروع وطني جامع.

في السياق ذاته، غرد الصحفي فواز الرديني (@AlrudainiFawaz): “نرفض التشكيك المتعمد بنوايا العميد طارق صالح… مشروعه وطني وجمهوري، ولم يكن يومًا خارج إطار الدولة اليمنية. توقيت الهجوم عليه ليس بريئًا”.

وأبدى آخرون دهشتهم من استنتاجات القاضي، مشيرين إلى أنها تفتقر إلى أي أدلة واقعية. وكتب المستخدم (@mg70991): “القاضي أدلى بتصريح خطير دون دليل، في قناة معروفة بتأييد الحوثيين، وفي توقيت حساس. فهل هي صدفة؟”.

توقيت حساس ومخاوف من الانقسام
تأتي هذه التصريحات في ظل تحركات إقليمية ودولية تهدف لتوحيد الفصائل السياسية والعسكرية اليمنية استعدادًا لمرحلة مفصلية في مواجهة الحوثيين، لا سيما بعد تسريبات عن عملية عسكرية وشيكة قد تشهد مشاركة واسعة من مختلف المكونات المناهضة للانقلاب.

ويرى محللون أن حديث القاضي يأتي في إطار حسابات سياسية قديمة، ويُخشى أن يعمّق الانقسامات، خصوصًا أن المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح لعبت دورًا محوريًا في التصدي للحوثيين على جبهات الساحل الغربي، وحررت مناطق واسعة، في الوقت الذي كانت قوات تابعة لحزب الإصلاح (إخوان اليمن) تخسر معاركها مع الحوثي.

في ضوء تصاعد التوترات والاستعدادات العسكرية ضد مليشيا الحوثي، تأتي تصريحات النائب شوقي القاضي لتضعه في مرمى انتقادات شعبية حادة.

ويجمع المراقبون على أن اللحظة الراهنة لا تحتمل مزيدًا من التنازع الداخلي، بل تتطلب وحدة الصف الوطني لمواجهة الانقلاب واستعادة الدولة اليمنية.