مليشيا الحوثي تحاول تضليل أنصارها بادعاءات منع السفن الإسرائيلية من عبور البحر الأحمر

في محاولة يائسة لإظهار القوة والتأثير، أطلق زعيم مليشيا الحوثي الإرهابية عبدالملك الحوثي الخميس 29 مايو 2025، سلسلة من الادعاءات المبالغ فيها حول قدرة جماعته على السيطرة على الملاحة في البحر الأحمر، زاعماً أن “البحر الأحمر لا يزال مغلقاً” أمام السفن الإسرائيلية وأنه “لا توجد أي حركة للسفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي في مسرح العمليات بالبحر الأحمر عبر باب المندب”.
غير أن الحقائق على الأرض والبيانات الموثقة تكشف حجم التضليل في هذه الادعاءات الرنانة التي يسوقها لأنصاره.
رغم إدعاء زعيم مليشيا الحوثي الإرهابية، فإن الحركة البحرية في البحر الأحمر لم تتوقف كما يدّعي، فوفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي، هناك حركة ملاحية مستمرة عبر مضيق باب المندب، حيث عبرت حوالي 200 سفينة شحن المضيق في فبراير 2025.
وبينما انخفضت حركة المرور بحوالي الثلثين مقارنة بالمستويات الطبيعية، إلا أن هذا يكشف استمرار الحركة التجارية وعدم صحة ادعاء “الإغلاق التام” الذي يتبجح به الحوثي أمام جمهوره المخدوع، بل وزادت بعد التفاهم الأمريكي مع إيران بوقف الحوثي استهداف السفن، وفقًا لبيانات ورصد مواقع خاصة بتتبع السفن.
بخلاف ما يروج له الحوثيون في آلتهم الإعلامية، فإن شركة الشحن الإسرائيلية “زيم” الوحيدة التي أكدت أنها لا تتوقع استئناف الإبحار في البحر الأحمر خلال عام 2025 كاملاً، لكن هناك الكثير من الشركات الإسرائلية والسفن المتعلقة بالكيان الصهيوني لا تزال مستمرة في الإبحار بالبحر الأحمر.
المفارقة الكبرى في ادعاءات زعيم مليشيا الإرهاب الحوثية، تكمن في استمرار العمليات البحرية الدولية رغم تهديداته الجوفاء، فقد استمرت القوات البحرية الأوروبية والأمريكية في حماية الممرات المائية، كما سجلت حوادث تدمير طائرات حوثية مسيرة وصواريخ من قبل القوات الألمانية والفرنسية، مما يؤكد أن السيطرة الحوثية المزعومة محدودة جداً ولا ترقى إلى مستوى ادعاءاته الفارغة.
ويقول مراقبون، إن الادعاءات المبالغ فيها تأتي في سياق محاولة مليشيا الحوثي تبرير وجودها وإظهار أنها قوة مؤثرة إقليمياً لكسب شرعية شعبية، فالجماعة التي تسيطر على أجزاء محدودة من اليمن وتعيش في عزلة دولية تحاول استغلال الوضع في غزة لتحسين صورتها، لكن المبالغة الفجة في الادعاءات تكشف ضعف قدراتها الحقيقية وتفضح محاولاتها اليائسة لخداع أنصارها.
رغم أن الهجمات الحوثية رفعت تكاليف الشحن وأجبرت بعض السفن على تغيير مساراتها، إلا أن التجارة العالمية تكيفت مع هذا الوضع بمرونة عالية، فشركات الشحن تستخدم طرقاً بديلة وتواصل سلاسل الإمداد العمل بفعالية، مما يقلل من الأثر الاستراتيجي للحصار الوهمي الذي يسوق له هذا المعتوه لجمهور مخدوع لا يملك وسائل للتحقق من صحة ما يقال له، وفقًا لمحللين اقتصاديين.
ادعاءات عبدالملك الحوثي حول إغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية والسيطرة على الملاحة تبدو أقرب إلى الدعاية الإعلامية الرخيصة منها إلى الحقائق الثابتة، فالبيانات الموثقة من مصادر دولية محايدة تؤكد استمرار الحركة البحرية، كما أن القدرات الحوثية المحدودة والبدائية لا تسمح بفرض حصار فعال على منطقة بهذه الأهمية الاستراتيجية للتجارة العالمية.
المليشيا الحوثية الإرهابية تحاول إخفاء فشلها الذريع في تحقيق أهدافها المعلنة من خلال المبالغة الفجة في الادعاءات والتضليل الإعلامي المكشوف، لكن الأرقام والوقائع الموثقة تبقى الحَكم الفصل في كشف حقيقة قدراتها الهزيلة وتأثيرها الهامشي على الملاحة الدولية، مما يفضح أكاذيب زعيمها المهووس الذي يخدع أنصاره بوعود عرقوب ويبيعهم أوهاماً لا أساس لها من الصحة.