الحوثيون يُجبرون أسر ضحايا انفجار في صنعاء على دفنهم سرًا ومنع مراسم العزاء

أجبرت المليشيا الحوثية أسر ضحايا انفجار مخزن الأسلحة في منطقة صرف شمال شرق صنعاء على دفن ذويهم سرًا، في محاولة يائسة لإخفاء الحقيقة الصادمة وراء الانفجار الذي أودى بحياة 19 شخصًا وأصاب أكثر من 40 آخرين في 23 مايو الماضي.

وتشير مصادر موثوقة، إلى أن الانفجار المدمر لم يكن نتيجة هجوم خارجي كما تسعى المليشيا لترويجه، بل كان نتيجة مباشرة لخلافات داخلية بين مشرفين حوثيين من القيادات العليا للجماعة، تطورت إلى تبادل لإطلاق النار داخل المخزن، مما تسبب في الكارثة التي هزت العاصمة وأثارت ذعر السكان.

هذا الكشف يفسر الحملة المحمومة للتعتيم التي تنتهجها المليشيا، والتي وصفتها الشبكة اليمنية للحقوق والحريات بأنها “انتهاك صارخ لحقوق المدنيين”، حيث منعت الجنازات العلنية وحظرت مراسم العزاء وقاعات الاستقبال، ومنعت الأهالي من الإدلاء بأي تصريحات تتعلق بالحادث.

ويقول مراقبون سياسيون، إن محاولة المليشيا إخفاء هذه الجريمة عن الشعب اليمني والعالم تكشف عن مدى خوفها من تداعيات كشف الحقيقة، خاصة أن الحادث يفضح حجم الصراعات الداخلية بين قياداتها وعدم قدرتها على ضبط سلوك عناصرها حتى في المواقع الحساسة مثل مخازن الأسلحة.

واعتبروا أن استراتيجية التعتيم تهدف إلى تجنب المسؤولية القانونية والسياسية عن أرواح الضحايا، والحفاظ على الصورة الزائفة للجماعة أمام أنصارها، فضلاً عن السعي لإلصاق التفجيرات بهجمات إسرائيلية وهمية لكسب تعاطف شعبي واستغلال المشاعر القومية لتبرير فشلها في حماية المدنيين.

واعتبر محللون، إن منع الصحفيين من الوصول لموقع الانفجار وحظر أي تغطية إعلامية مستقلة يؤكد رغبة المليشيا في الاحتفاظ بالاحتكار الكامل للمعلومات، وهو ما يعكس وعيها التام بخطورة كشف الحقائق التي قد تهز صورتها أمام أنصارها وتفقدها مصداقيتها.

ويقول حقوقيون، إن إجبار الأسر على الدفن السري يشكل ليس فقط انتهاكاً للكرامة الإنسانية وحقوق الضحايا، ومحاولة لطمس الأدلة ومنع تكوين رأي عام حول حقيقة ما جرى، في إطار استراتيجية شاملة لإخفاء الجريمة وتجنب تحمل المسؤولية عن النتائج الكارثية للخلافات الداخلية المدمرة.

ويؤكد محللون، إن الحادث المأساوي يكشف بوضوح حجم المخاطر التي تشكلها المليشيا الحوثية على أمن وسلامة المدنيين اليمنيين، ليس فقط من خلال حروبها وممارساتها القمعية، بل أيضاً من خلال عدم قدرتها على ضبط صراعاتها الداخلية التي تحولت إلى تهديد مباشر لحياة الناس الآمنين في منازلهم.