الحوثيون يُنشئون جهازًا أمنيًا جديدًا على غرار استخبارات إيران و”حزب الله”

كشفت مصادر أمنية مطلعة عن إنشاء ميليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، جهازًا أمنيًا جديدًا يُعرف باسم “جهاز أمن الثورة”، في خطوة تعكس مزيدًا من إحكام القبضة الأمنية للمليشيا، وتوسيع نفوذها على نمط الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية و”حزب الله” اللبناني.

وبحسب المعلومات، جاء القرار بإنشاء الجهاز الجديد من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي شخصيًا، ويهدف إلى تنسيق أعمال الأجهزة الأمنية التابعة للميليشيا وتعزيز السيطرة المجتمعية، إضافة إلى مهام تتعلق بالتنسيق مع جماعات إرهابية خارج اليمن، في تطور خطير يعزز طبيعة الحوثيين كأداة عسكرية واستخباراتية عابرة للحدود.

وعُيّن لقيادة الجهاز جعفر محمد أحمد المرهبي، المعروف بـ”أبو جعفر”، وهو من مواليد صعدة ويُعد من أبرز قادة الظل الأمنيين داخل المليشيا، ويتمتع بسجل طويل في العمل الاستخباراتي، وعلاقات وثيقة مع شبكات مرتبطة بـ”فيلق القدس” الإيراني و”حزب الله” اللبناني.

المرهبي، الذي التحق بتنظيم “الشباب المؤمن” مبكرًا، كان قد اعتُقل مرتين خلال الفترة 2003 – 2004، وصدر بحقه حكم بالإعدام عام 2008 بتهمة القتل، إلا أنه أُفرج عنه بعفو رئاسي عام 2011. وقد شارك لاحقًا في حروب المليشيا وعمليات إسقاط مؤسسات الدولة.

ووفقًا للمصادر، تفرض المليشيا سرية شديدة على تحركات ومعلومات المرهبي، وتقوم بحذف أي محتوى إعلامي يتعلق به، ويُعد من المطلوبين أمنيًا للسلطات الشرعية، ويواجه محاكمة غيابية أمام المحكمة العسكرية في مأرب بتهم تتعلق بالإرهاب وارتكاب جرائم ضد الدولة.

ويقول محللون سياسيون، إن إنشاء الحوثي “جهاز أمن الثورة” كشف أنها منظومة أمنية موازية تتبع نهج إيران، إذ لا يُخفى أن الجهاز الجديد يتماهى مع “وزارة الاستخبارات” الإيرانية وهيكل “الأمن الوقائي” التابع لحزب الله، من حيث التنظيم والوظائف والأسلوب القمعي.

واعتبر المحللون، أن تعيين شخصية مثل المرهبي، المعروف بعلاقاته مع “فيلق القدس”، يؤكد أن الحوثيين لا يتجهون فقط نحو قمع الداخل، بل يسعون أيضًا إلى لعب أدوار استخباراتية خارجية تخدم مشروع إيران في المنطقة، خصوصًا مع وجود تقارير عن نشاطات عابرة للحدود تشمل البحر الأحمر، القرن الإفريقي، وسوريا.

ويعتبر المحللون، أن ربط الجهاز بجماعات إرهابية إقليمية يضيف بُعدًا دوليًا خطيرًا، يجعل من الحوثيين تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي، وليس مجرد فصيل متمرد.

ويرى العديد من المتخصصين في الأمن والمعلومات الاستخباراتية، أن خطوة إنشاء جهاز أمني حوثي، يأتي في وقت يتصاعد فيه القمع الداخلي في مناطق سيطرة الحوثي، ما يعني أن الهدف المباشر أيضًا هو توسيع أدوات المراقبة والقمع والسيطرة المجتمعية، ومواجهة أي بوادر تمرد شعبي داخلي أو انشقاقات.

ويحمل خبراء المجتمع الدولي مسؤولية أكبر في تعزيز تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية، ووقف التعامل معهم كطرف سياسي، إذ باتوا أقرب إلى أداة أمنية إيرانية تهدد الأمن الجماعي العربي والدولي.