مصير غامض لقيادات حوثية بارزة جراء الغارات الأمريكية الأخيرة


كشفت مصادر استخباراتية موثوقة عن احتمال مقتل عدد من القيادات البارزة في الجماعة الحوثية المسؤولة عن القوة الصاروخية ومنظومة الطيران المسير خلال سلسلة الغارات الأمريكية التي استهدفت مواقع الجماعة منذ منتصف مارس الماضي وحتى وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استجابة لطلب إيراني حوثي وبوساطة عُمانية.
وأفادت المعلومات التي حصلت عليها الوكالة من مصادر خاصة بأن الضربات الأمريكية أدت إلى شلل شبه كامل في القوة الصاروخية للجماعة، مع تأكيدات عن استهداف ناجح للمسؤول اللوجستي للقوة النوعية المكنى بـ”أبو عقيل” في غارة دقيقة على منطقة عصر جنوب غرب العاصمة صنعاء.
وتشمل قائمة القيادات التي يُرجح مقتلها كلاً من القيادي عبدالحفيظ علي الهلالي قائد مجموعة الصواريخ، والخبير في الطيران المسير زكريا عبدالله يحيى أحمد حجر المكنى بـ”هاجر”، والقيادي أحمد محمد أحمد الجوهري المكنى بـ”أبو مطلق” المسؤول في مجموعة الصواريخ، بالإضافة إلى عبدالملك محمد حسن أبو طالب المسؤول التنفيذي الفعلي للقوات الجوية.
وأكد مصدر عسكري رفيع للوكالة أن “الهجمات الأمريكية كانت شديدة الدقة واستهدفت بشكل محدد مواقع ومخابئ مستحدثة قامت الجماعة بتوزيع منصات الصواريخ والطائرات المسيرة فيها، في محاولة لحماية المخازن الرئيسية والورش المركزية من الضربات المتوقعة”.
وتحدثت مصادر مطلعة عن استهداف القيادي البحري منصور أحمد محمد السعادي المكنى بـ”أبو سجّاد” رئيس أركان القوات البحرية والدفاع الساحلي، المدرج على لائحة العقوبات الأمريكية والأممية، بالإضافة إلى غارات طالت القيادي عبدالرحمن مقبل مبخوت الذانبي مدير كلية الهندسة العسكرية والمشرف على دائرة الهندسة العسكرية للجماعة.
ونقلت الوكالة عن الباحث المتخصص في الشأن الحوثي، عدنان الجبرني، قوله إن “القوة الصاروخية للحوثيين كادت أن تخرج عن الخدمة خلال الخمسين يوماً الماضية من العملية الأمريكية”، مشيراً إلى أن “الجماعة خسرت أبرز كوادرها من مسؤولي العمليات والدراسات والتقنيين ومختصي الإطلاق والخبراء”.
وأضاف الجبرني أن “غارات نوعية استهدفت أماكن وبنى لم يكن الحوثي يتوقع أنها مرصودة، مما سبب إرباكاً كبيراً للجماعة وخلافات بين الأقسام”، مؤكداً أن “هذه العوامل كانت سبباً رئيسياً في موافقة الحوثي على ما عرضته سلطنة عمان، ولو كان وضع الجماعة أفضل لكانت استمرت في المناورة وقتاً أطول”.
وحسب مصادر محلية في صنعاء، فإن حالة من الارتباك والبلبلة تسود صفوف الجماعة الحوثية، مع تكتم شديد على مصير قياداتها العسكرية البارزة، في وقت تواصل فيه الجماعة محاولات إعادة ترتيب صفوفها بعد الضربات المؤلمة التي تلقتها خلال الشهرين الماضيين.