الحوثيون يهددون حرية الملاحة البحرية والاتحاد الأوروبي يعتبرها تهديدًا للسلام الإقليمي

وسط نداءات الوكالات الأممية والمنظمات الدولية لزيادة تمويل الاحتياجات الإنسانية في اليمن، أدان «الاتحاد الأوروبي» هجمات الحوثيين العشوائية وتهديد الجماعة للملاحة، معبراً عن قلقه إزاء تدهور الاقتصاد في البلد الذي يواجه صراعاً مأساوياً منذ أكثر من 10 أعوام.

وجدد «الاتحاد الأوروبي»، في بيان، تأكيد دعمه مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، والشعب اليمني، في ظل الأوضاع الصعبة الراهنة، لا سيّما من خلال خطة الإصلاح الحكومي الشاملة، وتحقيق السلام الشامل والدائم، والتزامه وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه.

وأدان «الاتحاد الأوروبي» بشدة في بيانه تهديدات الحوثيين وهجماتهم العشوائية على الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، ورأى أن هذه الهجمات تُهدد بشكل مباشر السلام والاستقرار الإقليميين، والتجارة العالمية، وحرية الملاحة، بوصفها منفعة عامة عالمية، كما تهدد الوضع الإنساني المتردي أصلاً في اليمن.

ودعا البيان الأوروبي إلى إنعاش جهود السلام في اليمن، مؤكداً دعمه القوي وساطةَ الأمم المتحدة والمبادرات الإقليمية الرامية إلى وقف إطلاق نار مستدام، ووقف الهجمات في البحر الأحمر، وعودة الأطراف إلى مفاوضات جادة؛ للتوصل إلى حل سياسي شامل يتناول الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية للصراع.

و أعرب عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع الاقتصادي، الذي يتسم بارتفاع التضخم، وانخفاض مستمر في قيمة العملة، وأزمة مصرفية مُقلقة.

وأبدى «الاتحاد» استعداده لدعم الحكومة في تطوير حوكمة موحدة وشاملة ومستدامة وسليمة اقتصادياً؛ لمكافحة الفساد، وتعزيز المساءلة، وتحسين تحصيل الإيرادات، ودفع عجلة إعادة توحيد النظام المصرفي، وتخفيف المخاطر الإنسانية.

تنسيق الجهود
كما دعا «الاتحاد الأوروبي»، في بيانه بشأن اليمن، المجتمعَ الدولي، لا سيّما وكالات الأمم المتحدة، والمؤسسات المالية الدولية، والجهات المانحة، إلى تنسيق جهودها على أرض الواقع لمنع مزيد من التدهور وخطر انهيار مؤسسات الدولة في اليمن.

وعبر البيان عن قلق دول «الاتحاد» البالغ إزاء التدهور المستمر في الوضع الإنساني باليمن، وأشار إلى أن 19.5 مليون شخص (60 في المائة من السكان) بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية.

وقال إن النساء والفتيات يعتمدن على هذه المساعدات الإنسانية والحماية؛ إذ يبلغ عددهن 9.6 مليون على الأقل، وإنهن في حاجة ماسة إلى مساعدة منقذة للحياة.

وذكر البيان أن 17.1 مليون شخص في اليمن يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، إضافة إلى وجود أكثر من 4.8 مليون نازح داخلياً، وأن 2.3 مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد.

وحذر «الاتحاد الأوروبي» من خطر التصعيد العسكري، ومن تدهور بيئة العمل بشكل متصاعد، وكذا من التدخلات المستمرة في المساعدات الإنسانية المحايدة بجميع أنحاء اليمن، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية التي ينفذها الحوثيون.

وقال إن كل ذلك يلحق الضرر بالجهود الدولية لمساعدة الشعب اليمني، بالإضافة إلى الانخفاض غير المسبوق في التمويل الدولي.

وأدان البيان الأوروبي بشدة استمرار الاعتقالات التعسفية التي ينفذها الحوثيون تجاه الموظفين المحليين التابعين لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية، مجدداً الدعوة العاجلة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عنهم.