برنامج الغذاء العالمي يبيع خيام النازحين اليمنيين تحت غطاء إنساني (تفاصيل)

كشف الدكتور عبد القادر الخراز، الرئيس السابق للهيئة العامة لحماية البيئة اليمنية، عن فضيحة جديدة تهز برنامج الغذاء العالمي في اليمن، وذلك من خلال وثائق رسمية نشرها على منصته في فيسبوك تحت وسمي #لن_نصمت و #وين_الفلوس.
وأكد الخراز، أن برنامج الغذاء العالمي لا يكتفي بفساد الغذاء والتلاعب بالموازنات التشغيلية ودعم مليشيا الحوثي، بل يمارس نوعًا آخر من الفساد يتمثل في بيع وحدات التخزين المتنقلة المخصصة للشعب اليمني من تمويلات المانحين.
وأشار إلى أن الوثائق الثلاث تظهر قيام البرنامج بإعادة تصدير هذه الوحدات بغطاء إنساني بحجة احتياجات الشعب السوداني أو الأفغاني، بينما النازحون اليمنيون ما زالوا يحتاجون إليها.
طلب مشبوه لتصدير 128 وحدة تخزين
وبين الخراز، أن الوثيقة الأولى المؤرخة في فبراير 2025 تظهر طلب برنامج الغذاء العالمي من وزارة التخطيط والتعاون الدولي بعدن الموافقة على إعادة تصدير 128 وحدة تخزين متنقلة إلى فرع البرنامج في السودان.
وأوضح أن البرنامج برر طلبه باستغلال المبلغ الناتج من البيع في الدعم الإنساني باليمن، وهو ما يثير تساؤلات حول شفافية هذه العملية ومدى استفادة الشعب اليمني منها فعلياً.
وأشار إلى أن وزير المالية أحمد بن بريك، والذي يشغل حاليًا منصب رئيس الوزراء، أظهر “ذاكرة فولاذية” حيث رد في مارس 2025 مطالبًا بتوضيحات حول مذكرة سابقة من عام 2022.
فضيحة أكبر من عام 2022
وكشف الخراز أن مذكرة وزير المالية أظهرت وجود طلب مماثل من عام 2022 لإعادة تصدير 304 وحدة تخزين متنقلة، والتي لم يتم الرد عليها حتى الآن من قبل الوزارة والبرنامج.
وتساءل وزير المالية في مذكرته عن كيفية استعادة المبلغ المالي لتلك الكمية السابقة، مما يشير إلى وجود صفقات مماثلة سابقة لم تتم محاسبتها أو المتابعة معها.
واضطر نائب وزير التخطيط نزار باصهيب، بناءً على رد وزير المالية، إلى مراسلة برنامج الغذاء العالمي في أبريل 2025 طالبًا التوضيح حول الكمية السابقة من عام 2022.
وطرح الخراز تساؤلات حرجة حول دور وزارة التخطيط في كشف هذه الصفقات والمحاسبة، متسائلاً: “وين أنتم من 2022 لم تطلبوا ذلك وما هو دوركم ووظيفتكم؟”.
وتساءل الخراز عما إذا كانت المخيمات في عدة محافظات يمنية قد غطت جميع النازحين، وهل لا يوجد أحد يعيش في العراء في ظل الأمطار والسيول والكوارث التي تستدعي الاحتفاظ بهذه الخيام.
وأكد أن هذا النوع من الفساد يضاف إلى سلسلة فضائح أخرى تشمل دعم مليشيا الحوثي عبر شركة المحسن للقيادي الحوثي علي الهادي وشركة دغسان.
واختتم الخراز منشوره بدعوة للمحاسبة تحت عنوان: “خيام تُباع، وأرواح تُهدر وأموال تذهب في صفقات مشبوهة”، مطالبًا بكشف هذه الصفقات ومحاسبة المسؤولين عنها في وقت يعاني فيه ملايين اليمنيين من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.