تجنب هذه الخطايا إذا أصبحت مديرا للمرة الأولى

  • اليزابيث غارون
  • كاتبة صحفية

لا مجال للفرار من ذلك، ففي مرحلة ما من مستقبلك الوظيفي، ربما يأتي دورك لتكون مديرا في العمل للمرة الأولى، وبالتأكيد، سترتكب بعض الأخطاء الكبيرة التي يقع فيها من يتقلد تلك المناصب لأول مرة في حياته.

والمهم هنا بالطبع هو أن تتجنب بعضا من تلك الأخطاء الفادحة، وإليك الطريق إلى ذلك.

حان وقت تولي المسؤولية

استطاع روس كاجان أن يدير فريقا لأول مرة عندما كان في الثلاثينات من عمره، كما عمل أستاذا مساعدا في كلية الطب بجامعة واشنطن في سان لويس بولاية ميسوري، وكانت من بين مهام عمله الإشراف على معمل يضم عددا من الطلبة ومن الحاصلين على زمالة ما بعد الدكتوراة، وبعض الفنيين.

ويقول كاجان: “كان هؤلاء يراهنون بمستقبلهم الوظيفي على قدر حسن إدارتي لهم.”

ويتذكر كاجان واحدة منهم على وجه الخصوص، وكانت ممن يدرسون زمالة ما بعد الدكتوراة، وكانت تثير المشاكل وتصطدم كثيرا مع بقية فريق معمل الأبحاث.

وعانى كاجان كثيرا وكان يفكر في كيفية علاج هذه المشكلة، وهنا يقول: “لقد انتابني شعور بالقلق والتردد.”

وكان يعرف أن عليه التعامل معها واتخاذ إجراء تأديبي ضدها، وكان يخشى “مما يمكن أن يشعر به باقي أعضاء الفريق.” نحوه.

وعندما اتخذ كاجان تلك الخطوة في نهاية المطاف، تبين أن الجميع بات ممتنا له، لكنهم تساءلوا فيما بينهم، كما يقول: “لماذا استغرق الأمر مني كل هذا الوقت لحسم المسألة”.

عادة ما يشعر المديرون الجدد بأنه ليس هذا هو الوقت المناسب أبداً لاتخاذ قرار حاسم، أو التصدي لمشكلة ما، فإذا ما اتخذت إجراء بسرعة قد يظن الناس أنك تحاول بسط سلطتك وليس إلا.

انتظر طويلا، وقد تظهر بمظهر المدير الضعيف غير القادر على الإدارة بحسم، بل وقد تظهر بأنك غير مستعد لتحمل مسؤولية الإشراف على فريق عمل.

وهنا يقول كاجان: “إذا لم تنم لثلاث ليال فشخص ما يجب أن يذهب.” وهذا هو الدرس الذي تعلمه من التحرك والتعامل فورا ومباشرة مع عضو في الفريق كان يثير المشاكل.

التعنت والصلابة

من ناحية أخرى، هناك مدير ينظر إلى منصبه نظرة حرفية بكل معنى الكلمة، وهنا كتب جيم كونسيلمان، نائب رئيس تطوير القيادة في شركة “ديفيلوبمنت ديمنشنز”، في رسالة بالبريد الإلكتروني يقول: “المشرفون الجدد عندما يتولون المسؤولية غالبا ما يقعون ضحية الأفكار المسبقة لما يجب أن يكون عليه المدير، ويحاولون القيادة بأسلوب التحكم في كل شيء.”

ويضيف أن هؤلاء “يُملون على مرؤوسيهم ما يجب أن يفعلوه، ويهيمنون على اتخاذ القرار، ويهتمون بمركزية الإدارة والعمل كالحراس بالنسبة لتبادل المعلومات والاتصالات.”

ويقول كونسيلمان إن معظم المشرفين الجدد يترقون بسبب قدرات تقنية أو معرفية في مجال معين ـ فلديهم الخبرة والمعرفة بإنجاز العمل، ومن هنا فهم “يرتكبون خطأ الاعتماد على المهارات التي جعلتهم مساهمين جيدين كأفراد ـ ويضيعون فرصة تنمية وتطوير مهارات القيادة لديهم”.

أما أولئك الذين يبلون بلاءاً حسنا في فترة التحول، فهم يمرون بما يسمى “ثورة كوبرنيكس”، إذ يدركون بعد فترة “أن الكون لا يتمركز حولهم، لكنه يدور حول الفريق بأكمله ـ كما تدور الأرض والكواكب حول الشمس، وأن نجاحهم يتوقف على نجاح كل فرد في مجموعة العمل، ولذلك فإنهم يركزون على الفريق.”

عقلية “يمكنني أن أفعل ذلك بنفسي”

انتبه أيها المدير الجديد: فإذا كنت تعتقد أن بوسعك أداء العمل بمفردك فأنت مخطيء، وهنا يقول جويل جارفينكل، وهو مدرب تنفيذي بمنطقة سان فرانسيسكو باي: “من المؤسف أن الخطأ الشائع بين المديرين الجدد هو الاعتقاد بأنهم يستطيعون فعل كل شيء بأنفسهم، وهذا التوجه سيفشل حتما في نهاية المطاف.”

ولتجنب هذا المأزق، ينصح جارفينكل بتحديد عدد من المدربين الرعاة، ويقول: “اطلب منهم المساعدة والتقييم والإرشاد بصورة منتظمة”. وأحيانا يكون أفضل مدرب من خارج المؤسسة التي تعمل بها، ويمكن أن يكون بمثابة مرشد لك، كما يقول لورين تيلبيري ، مؤسس شركة هورسباور الدولية للتدريب والتطور المهني، ومقرها لوار فالي في فرنسا.

وكتب تيلبيري، الذي يعمل أيضا نائبا لرئيس الرعاية والتدريب في مؤسسة شبكة النساء المهنيات العالمية، يقول إن العثور على شخص من داخل الشركة يمكن أن “يساعدك في فهم القواعد غير المكتوبة، وكذلك ثقافة الإدارة السائدة في المؤسسة التي تعمل بها”.

ويضيف: “عليك أن توضح توقعاتك بصورة مباشرة مع المدرب الذي يرعاك من قبيل عدد الاجتماعات (التي تحتاج إليها) ومدة الاجتماع، والموضوعات التي تريد طرحها للنقاش.”

شلل القرار

شاهد دوج تاكر، المدير الإداري لشركة سيلز كوماندو المتخصصة في التدريب في مجال المبيعات العالمية في لندن ودولة الإمارات العربية المتحدة، العديد من المديرين الجدد وهم يصابون بالتجمد والشلل الفكري عنما يأتي وقت اتخاذ القرارات، فإما أنهم خائفون من ارتكاب أخطاء، أو أنهم لا يريدون أن يصبحوا مكروهين، أو كليهما.”

وهذا السلوك يزيد الطين بلة، فإذا “لم تعالج الوضع، فإنه سيعالج نفسه دوما، وغالبا ما تكون النتيجة عكس ما هو مطلوب.”

وهنا يقول تاكر إن بعض القرارات دائما أفضل من عدم وجود قرار على الإطلاق، وينصح قائلا: “إذا كان القرار خاطئاً، فسانده بشيء من منطقك، واعترف بأنه خطأ، وتعلم من الخطأ بعدم تكراره.”

فوق الآخرين

أخيرا، لا تنسى أن عملك يتضمن أكثر من مجرد المهام الإدارية بكثير، وهنا يقول بن كاربنتر من شركة كونيكتيكت، ومؤلف كتاب “ذا بيجز” (أو الكبار): “العديد من المديرين الجدد يكونون متأثرين ومنفعلين بالمنصب، ويريدون التأكد من فعل كل شيء ممكن للنجاح، وينأون بأنفسهم عن جوانب الإنتاج في العمل، ويكرسون أنفسهم تماما لجوانب الإدارة.”

لكن هذه فكرة سيئة، كما يقول كاربنتر الذي ينصح عوضا عن ذلك بأن يظل المدير ضالعا في العملية برمتها، وبأن يلعب دور المدير والراعي لأطول فترة ممكنة.

ويقول: “الكثير من مصداقية الشخص داخل الشركة يستمد من العمل وليس من الإدارة، إلى جانب أن قيمتك ستزداد، وقدرتك على العثور على العمل ستصبح أقوى إذا ما قررت تغيير الشركة التي تعمل بها، وسيكون من الأسهل تقدير حجم إسهامك بالجهد الشخصي في إطار المجموع.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *