تفاصيل عن المحرقة التي خلفت أكثر من 200 قتيل ومصاب من المهاجرين الأفارقة في صنعاء

  • تعتيم وإجراءات مشددة تفرضها جماعة الحوثي لمنع الوصول إلى مكان الحادث أو الضحايا من المهاجرين الأفارقة

  • جماعة الحوثي منعت المنظمات والصحفيين والناشطين من الوصول إلى مكان الحريق، أو لقاء الناجين من المهاجرين في مكان الاحتجاز

  • تتكتم جماعة الحوثي أيضاً عن المعلومات المتعلقة بعدد الضحايا من وفيات وإصابات خطرة كما منعت الصحفيين من الوصول إليهم في المشافي التي نقلوا إليها

  • مصادر إعلامية تحدثت بأن حصيلة القتلى جراء الحريق ارتفعت إلى 60 حالة وفاة من المهاجرين الأفارقة

  • تحتجز جماعة الحوثي في المكان الذي تعرض للحريق أكثر 400 مهاجر أفريقي، ونحو 900 مهاجر في مجمع الجوازات

  • المنظمة الدولية للهجرة دعت، أمس، جماعة الحوثي للسماح لها بالوصول العاجل لتقديم المساعدات للمهاجرين المصابين جراء الحريق

  • المنظمة الأممية دعت أيضاً إلى إطلاق سراح جميع المهاجرين المحتجزين في البلاد والالتزام بتوفير خيارات تنقل آمنة لهم

يمن بوست/ وكالات 

تفرض جماعة الحوثي تعتيماً شديداً على حادث الحريق الذي نشب في مكان تحتجز فيه المئات من المهاجرين الأفارقة، في إطار مبنى الهجرة والجوازات في مدينة صنعاء الخاضعة لسيطرتها.

وقالت مصادر مطلعة لـ “الشارع”، أمس الثلاثاء، إن جماعة الحوثي منعت المنظمات الإغاثية والعديد من الصحفيين والناشطين، من الوصول إلى مكان الحريق، أو اللقاء بالناجين من المهاجرين الأفارقة في مكان الاحتجاز.

وأوضحت المصادر، أن الجماعة تتكتم أيضاً عن المعلومات المتعلقة بعدد الضحايا من وفيات وإصابات خطرة وغيرها من الحالات، كما منعت الصحفيين من الوصول إليهم في المشافي التي نقلوا إليها في الجمهوري والثورة، وتفرض عليهم حراسة مشددة.

وذكرت المصادر، أن جماعة الحوثي كانت تحتجز في هذا المكان الذي تعرض للحريق، أكثر 400 مهاجر أفريقي، أغلبهم إثيوبيون، فيما أشار بيان للمنظمة الدولية للهجرة، إلى أن نحو 900 مهاجر معظمهم من إثيوبيا كانوا محتجزين، الأحد، في منشأة داخل مجمع هيئة الجوازات والجنسية في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عندما اندلع الحريق.

واندلع الحريق، بحسب المنظمة الدولية للهجرة، في الثانية بعد ظهر الأحد المنصرم، مخلفاً نحو ثمانية قتلى وأكثر من 170 مصاباً، 90 منهم في حالة حرجة، مشيرة إلى أن عدد القتلى يفوق ما ذكرته بكثير، في حين كشف مصدر يعمل بالمنظمة عن تجاوز عدد القتلى الـ 30 مهاجراً.

أثناء اندلاع الحريق

كما تحدثت مصادر إعلامية، بأن حصيلة القتلى جراء الحريق، ارتفعت إلى 60 حالة وفاة، من المهاجرين الأفارقة.

ويأتي هذا وسط اتهامات وجهت جماعة الحوثي بالوقوف وراء الحادثة، وأنها هي من افتعلت الحريق، بعد رفض العشرات من المهاجرين الانخراط في صفوفها للقتال في الجبهات، وهي معلومات لم يتسنَ للصحيفة التأكد منها بدقة، لكن تعتيم الحوثيين على الحادثة يشير إلى ذلك.

في السياق، دعت المنظمة الدولية للهجرة، أمس، جماعة الحوثي، للسماح لها بالوصول العاجل لتقديم المساعدات الإنسانية للمهاجرين المصابين جراء الحريق الذي نشب الأحد في مركز لاحتجاز المهاجرين في صنعاء.

قالت المنظمة، في بيان لها، أمس، إنه “من غير المؤكد حتى اللحظة إجمالي عدد المهاجرين الذين لقوا حتفهم في حريق مرفق احتجاز المهاجرين التابع لمصلحة الهجرة والجوازات والجنسية، حيث لم تصدر بعد أي تصريحات رسمية بذلك”.

وأشارت، إلى أن “ما يربو عن (170) شخصاً مصاباً يخضعون للعلاج، والعديد منهم ما يزالون في حالة حرجة”، لافتة إلى أنه “كان هناك أكثر من 350 شخصاً في منطقة الاحتجاز وقت الحريق”.

وقدر مسؤول في الأمم المتحدة، يوم الأحد، أن هناك أكثر من 700 مهاجر في المركز، تم اعتقال معظمهم في محافظة صعدة الشمالية، أثناء محاولتهم العبور إلى المملكة العربية السعودية.

وذكرت المنظمة، أنها على الفور “نشرت فرقها من العاملين الصحيين وسيارات الإسعاف، وأكثر من (23,000) مادة من المواد الطبية التي شملت السوائل الوريدية، ومواد علاج الجروح والإصابات، وغيرها من المستلزمات، وإرسالها إلى المرافق والمستشفيات الرئيسية لتقديم المساعدات العاجلة المنقذة للحياة، إلى جانب وزارة الصحة العامة والسكان”.

وقالت: “بما أن العديد من المهاجرين في حالة حرجة، يجب أن تكون احتياجاتهم الصحية أولوية عاجلة”.

وتحدثت المديرة الإقليمية للوكالة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كارميلا غودو، قائلة: “إننا نواجه تحديات في الوصول إلى الجرحى بسبب الوجود الأمني ​​المتزايد في المستشفيات”.

وأضافت غودو: “في حين أن سبب الحريق ما يزال غير مؤكد، إلا أن تأثيره مرعب بشكل واضح”.

وتابعت: “مشاعرنا مع أسر المتضررين والمجتمع ككل.. الآن يحتاج هؤلاء المهاجرين في صنعاء إلى إعطاء مساحة للحزن باحترام ودفن موتاهم بطريقة كريمة”.

كما دعت المنظمة الأممية، إلى إطلاق سراح جميع المهاجرين المحتجزين في البلاد “وتجديد الالتزام بتوفير خيارات تنقل آمنة يمكن التنبؤ بها”، مشيرة إلى أن “العدد الإجمالي للمهاجرين الذين لقوا حتفهم في الحريق غير مؤكد، حيث لم يتم الإفراج عن السجلات الرسمية بعد” من قبل جماعة الحوثي.

وأبدت المنظمة وشركاؤها، استعدادهم لتقديم مساعدة طبية إضافية ودعم جهود البحث عن المفقودين والمصابين.

وقالت: “بما أن العديد من المهاجرين في حالة حرجة، يجب أن تكون تلبية احتياجاتهم الصحية أولوية عاجلة”.

إلى ذلك، ذكرت وزارة الداخلية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أن “الحريق الذي نشب في مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين في مصلحة الهجرة والجوازات في صنعاء، تسبب في وفاة وإصابة مهاجرين وعاملين بمصلحة الهجرة والجوازات”، دون أن تحدد عدد الضحايا.

وقالت في بيان صادر عنها، إن “الحريق أندلع عند الساعة الثانية والنصف من ظهر يوم الأحد، وتمكنت فرق الدفاع المدني من إخلاء النزلاء وإطفاء الحريق، كما تم إسعاف المصابين”.

وأشارت إلى أن التحقيقات ما تزال جارية لمعرفة أسباب الحريق، معبرة عن شديد الأسف لهذا الحادث المؤلم.

وحمّلت داخلية الحوثيين، منظمة الهجرة الدولية والأمم المتحدة، المسؤولية الكاملة عن هذا الحادث، “لتقاعسها عن القيام بدورها في توفير الملاجئ المخصصة لإيواء المهاجرين غير الشرعيين، وترحيلهم إلى بلدانهم وفق القوانين الدولية”.

وتحتجز جماعة الحوثي أكثر من (2,000) لاجئ أفريقي جمعتهم من مختلف مناطق سيطرتها، وكانت تأخذ بعضهم للقتال في الجبهات بالترغيب أو الترهيب، وتستخدمهم كورقة ابتزاز وضغط على المنظمات الدولية، بغرض الحصول على دعم بالغذاء والمال وتوفير المباني بزعم رعايتهم.

وأشارت مصادر حقوقية، إلى أن أغلب اللاجئين كانوا قد عبروا عن رغبتهم في العودة إلى بلادهم عبر الأمم المتحدة، لكن جماعة الحوثي كانت ترفض و”تماطل” في تسفيرهم رغبة منها في إبقائهم كورقة ابتزاز للحصول على مكاسب أو تجنيدهم للقتال في الجبهات.

شرع حوالي 138000 مهاجر في رحلة شاقة، من القرن الأفريقي إلى اليمن، في عام 2019، لكن هذا العدد انخفض بشكل كبير إلى 37000 العام الماضي، بسبب جائحة فيروس كورونا. كما وصل أكثر من 2500 مهاجر إلى اليمن من جيبوتي، في يناير المنصرم، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *