ما كان همساً صار دندنة.. مسؤولون في الشرعية في مهمة الدفاع عن قطر

يمن بوست/ تقارير

وكالات

لا يتردد المسؤولون في الشرعية والمنتمون لجماعة الإخوان المسلمين من المجاهرة بالدفاع عن مصالح ومواقف الجماعة وتقديمها على المصلحة الوطنية، حيث يؤكدون أنهم وكعادتهم لا علاقة لهم بالوطن بقدر ما هم أدوات لتنفيذ أجندة التنظيم الدولي لجماعة المسلمين، واستكمال سعيها للسيطرة والاستحواذ على القرار السياسي للشرعية اليمنية، وتسخيره لخدمة أجندة التنظيم الدولي.

ومن ضمن الأجندة التي ينفذها المسؤولون في الشرعية من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين هو الدفاع عن قطر وتركيا، وإذا كانوا في السابق يستخدمون مبدأ التقية والمراوغة السياسية في إبطان هذه المواقف، فإنهم في الفترة الأخيرة صاروا يصرحون بالصوت المرفوع للدفاع عن المصالح والأجندة القطرية والتركية في اليمن، وما كان بالأمس همساً صار اليوم دندنة.

ومن الأصوات الإخوانية داخل الشرعية المدافعة عن الأجندة القطرية القيادي الإخواني محمد قيزان وكيل وزارة الإعلام في الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، والذي بعث رسالة إلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، ونشرها في صفحته على الفيس بوك، للاعتراض على ما ورد في مقابلة رئيس الوزراء في صحيفة عكاظ السعودية التي حاوره فيها عبدالله آل هتيلة ونشرت يوم الجمعة 6 نوفمبر 2020 .

وفي رسالته قال قيزان إن ردود رئيس مجلس الوزراء على بعض الأسئلة – في المقابلة المشار إليها – أثارت العديد من التساؤلات والاستفهامات، وإنه كان يتمنى على الأخ رئيس الوزراء أن يكون صريحاً وشفافاً فيها.

وانتقد قيزان حديث رئيس مجلس الوزراء عن قطر والتي اعتبرها خرجت عن الصف العربي واختطت لها مساراً ضمن مشاريع هدامة تستهدف مشروع الدولة في اليمن وجهود التحالف، وبأن دعمها السياسي والمالي والإعلامي لمليشيا الحوثي الانقلابية أضحى مفضوحاً، حيث طالب قيزان، رئيس الوزراء التوضيح ماهية مشاريع قطر الهدامة في اليمن لا أن يطلق كلاماً عاماً فهو المسئول الأول التنفيذي في اليمن وحديثه يختلف عن حديث الناشطين والمفسبكين، على حد قوله.

وتساءل قيزان في سياق دفاعه عن الدور القطري في اليمن : ألم تكن قطر ضمن تحالف دعم الشرعية لإنهاء الانقلاب الحوثي، ألم ترسل أبناءها في إطار قوات التحالف وشاركت قواتها بمصداقية، ألم تقدم الدعم المادي والإنساني واللوجستي والإعلامي والسياسي لليمن ضمن تحالف دعم الشرعية، ألم نقطع علاقتنا بها ورغم ذلك ما زالت تعترف بالشرعية وقيادتها، وحتى القنوات اليمنية التي تدعمها نجدها في صف الشرعية وتنتقد الأعمال الحوثية.

وأضاف قيزان : قطر لديها خلاف مع بعض دول مجلس التعاون الخليجي وهذه مسألة ستحل إن عاجلاً أو آجلاً في إطار المجلس فلا يمكن للإخوة أن يظلوا أعداء ومتفرقين وسنكون وقتها ضحية لبعض تصرفاتنا.

وانتقد قيزان مواقف رئيس مجلس الوزراء تجاه قطر بالقول : سياسية الدول تبنى على هندسة المصالح وتقليص دائرة الخصومة لا تكثيرها وخاصة ونحن في حالة حرب ونحتاج أي صوت يؤيد قضيتنا فضلاً عن دولة شقيقة وهامة في المنطقة كقطر دعمت قضيتنا بدون مننٍ ولا أطماع مسبقة.

أضاف وكيل وزارة الإعلام : قد نختلف مع أداء قناة الجزيرة القطرية وإبرازها لزعيم الحوثيين وغيره من قيادة المليشيات نكاية ببعض دول التحالف، وقد صارحناهم بذلك وعاتبناهم فقالوا القناة تفتح لكم الباب كشرعية أن تتحدثوا بما تريدون ولكن أنتم من ترفضون الظهور معنا وهذا خطأ آخر ارتكبناه، فالجزيرة ليست قناة وإنما شبكة قنوات بكل لغات العالم وحرفية العاملين بها وإمكانيتها تمكنها من التأثير في الداخل اليمني وفي المحيط الإقليمي والدولي أكثر من غيرها، وفي الأخير هي قناة غير يمنية حتى نزعل منها فهي تخدم سياسة بلدها.
وفي رسالته التي سخرها للدفاع عن قطر، لم ينس وكيل وزارة الإعلام القيادي الإخواني محمد قيزان أن يهاجم دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي اتهمها بأنها قصفت الجيش الوطني على أبواب عدن في منطقة العَلم وفي منطقة العبر بحضرموت التي تبعد مئات الكيلو مترات عن مسرح القتال وقصفت قوات الجيش الوطني في منطقة صرواح ونهم وغيرها وراح ضحية ذلك أكثر من أربعة آلاف شهيد من أبناء الجيش الوطني الذي تعتبره الإمارات مجموعات إرهابية، على حد قوله.

واتهم قيزان الإمارات بأنها تمنع عودة رئيس الجمهورية والبرلمان والحكومة إلى المناطق المحررة، كما اتهمها بدعم وتسليح أكثر من مائة ألف شخص في عدن وأبين وحضرموت والساحل الغربي وتعز لا يعترفون بالشرعية بل وقاتلوها في أكثر من موقع.

قيزان اتهم الإمارات أيضاً بتحويل محطة بلحاف الغازية الهامة إلى ثكنة عسكرية منذ خمس سنوات وأوقفت إنتاجها وترفض حتى الآن الخروج منها ونحن في أشد الحاجة إلى عائدات الغاز لندفع مرتبات الجيش والموظفين.

وكان رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك قد قال لصحيفة ”عكاظ” السعودية إننا نشهد استقطابات إقليمية محمومة ومشاريع متفاوتة تستهدف الأمن القومي العربي، وهناك دول في المنطقة مثل قطر خرجت عن الصف العربي واختطت لها مساراً ضمن مشاريع هدامة، وتستهدف مشروع الدولة في اليمن وجهود التحالف، ودعمها السياسي والمالي والإعلامي لجماعة الحوثي أضحى مفضوحا.

وأكد رئيس الوزراء أن مشروع الحكومة بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي هو استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب واصطفافنا مع تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة أمر مصيري ولا خروج عنه، ولا نقبل بأي تحالفات أو ارتباطات تتجاوز أو تتعارض مع هذين المبدأين الأساسيين، وبالفعل كانت هناك حالات فردية لمسؤولين في الدولة أو شخصيات عامة ظهرت على وسائل إعلام معينة وأدلت بتصريحات غير مقبولة ضد التحالف لكن أيضاً قبل ذلك هاجمت الحكومة، وغالباً كان الرد عليها عبر المؤسسات الرسمية قبل غيرها، وهي بما قامت به قدمت خدمة لمشروع الحوثيين وإيران قبل غيرهم، ودائماً ما نشدد على أنه إن كان هناك تباينات واختلافات مع التحالف في بعض القضايا التفصيلية فإن مكانها النقاشات الرسمية لحلها، طالما نحن جميعاً ملتزمون بالهدف الأسمى وهو استعادة الدولة وفقاً للمرجعيات المتوافق عليها.

وأشار رئيس الوزراء أننا نعيش حالة استقطاب إقليمي محموم، وهناك مشاريع مختلفة تهدد الأمن القومي العربي، وبعض الدول ممن انساقت في استقطابات معادية للأمن القومي العربي تستغل الأزمة اليمنية لخدمة أجندات خطيرة وهدامة، وموقفنا ثابت وواضح في رفض ذلك والاصطفاف إلى جانب المشروع الوطني وفي صف تحالف دعم الشرعية والانحياز للأمن القومي العربي.

وكانت مواقف المسؤولين في الشرعية الموالين لقطر قد زادت وتيرتها في مهاجمة رئيس الوزراء ودول التحالف العربي في إطار تصعيد إعلامي موازي لخطوات سياسية يقوم بها حزب التجمع اليمني للإصلاح بهدف عرقلة تشكيل الحكومة، وإعاقة تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

تصعيد خلايا قطر في اليمن جاء أيضا على لسان وزير النقل المقال صالح الجبواني الذي ظهر مؤخراً على شاشة قناة بلقيس التي تبث من تركيا والممولة من قطر، حيث شن الجبواني هجوماً على رئيس الوزراء معين عبدالملك زاعما أنه منح الإمارات موافقة خطية على قصف قوات الجيش في نقطة العلم بعدن في أغسطس من العام الماضي.
على إثر مزاعم الجبواني قام مكتب رئيس الوزراء بمخاطبة النائب العام الدكتور علي الأعوش لاتخاذ إجراءات التحقيق في جملة الإساءات والتشهير والأكاذيب والتحريض تجاه دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، من قبل صالح الجبواني، حيث تم إرفاق نسخة من تغريدات ومنشورات وتصريحات الجبواني في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

الناشط السياسي محمد العامري قال لــ ”المدونة اليمنية” إن حديث وكيل وزارة الإعلام محمد قيزان المدافع عن قطر يحمل في طياته العديد من المؤشرات الخطيرة، خاصة إذا ما نظرنا لظروفه وتوقيته، فهو يكشف عن اختراق حقيقي لقطر نحو الشرعية اليمنية وسيطرتها على القرار السياسي فيها عبر أدواتها الموجودة في الحكومة والمناصب القيادية العليا ممثلة بالقيادات الإخوانية، ويكشف أيضا عن الدور القطري في عرقلة استعادة الدولة والقضاء على الانقلاب، وهذا الدور يعترف به وكيل وزارة الإعلام في الحكومة الشرعية عبر حديثه عن القنوات التلفزيونية التي تدعمها قطر وتبث من تركيا، ومعروف موقف وسياسة هذه القنوات المعادية لجهود التحالف العربي الهادفة لاستعادة الشرعية في اليمن.

ويضيف ”العامري” إن مهاجمة قيزان للتحالف العربي ولدولة الإمارات بشكل خاص يتنافى كليا مع مواقف ومصالح الحكومة اليمنية، كما يتنافى مع علاقة الحكومة بدول التحالف العربي، ومن الخطورة بمكان أن تأتي مثل هذه التصريحات من شخصية رسمية داخل الحكومة، وهو ما يعد مؤشراً على وجود أزمة داخل الحكومة يجب معالجتها عبر استئصال القيادات الإخوانية الموالية لقطر وتركيا من داخل الحكومة، لأنها تتحرك من منطلقات غير وطنية تخدم الأجندة الخاصة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين.

 

المصدر/ منصة 26 سبتمبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *