من مذكرات القاضي عبد الرحمن الإرياني

يمن بوست/ ميديا 

الإمام يحيى وظلم الرعية

يقول القاضي عبد الرحمن الإرياني، إن الإمام يحيى قام في يونيو 1942 بزيارة إلى مدينة دمت، للاستشفاء بمياهها الحارة، وكانت هذه هي المرة الثانية التي يخرج فيها الإمام من صنعاء منذ دخلها سنة 1918، بينما الأولى كانت حينما فر إلى كوكبان بعد تهديد بريطانيا بقصف صنعاء.

وكان الإمام يحيى يؤاثر البقاء في بيته، ولم يسبق له أن رأى بحرا، ولم يقم طيلة فترة حكمه بجولة في البلاد التي يحكمها ليتفقد شؤون المواطنين فيها، ويتعرف على مشاكلهم ويحاول حلها استشعارا بمسؤولية الراعي تجاه الرعية.

وقد مكث في دمت قرابة شهر، وحينا هرع المواطنون إليه لتقديم شكاوى في أمير لواء إب، سيف الإسلام الحسن، الذي مارس عليها أصناف الظلم والقهر، وقد تفاءل الناس بهذه الزيارة، لعلها تخفف عنهم تلك المظالم، لكن ذلك لم يحدث، وبدلا من أن يستاء الإمام من ممارسات نجله، ساءه ما سمعه من شكوى ضده، واستطاع الحسن أن يقنع أباه، بأن تلك الشكاوى ناجمة عن سعة صدره، واستمرار قبول الشكاوى، الأمر الذي أغرى المواطنين لتقديم مزيد من تلك الشكاوى.

وحينها صادق الأمام يحيى على أن تقتصر الردود على تلك الشكاوى بعبارة “إلى الولد سيف الإسلام بتاريخه”، وحينها ضج الناس واصطفوا في شبه مظاهرة رافعين بشكاويهم التي عليها الردود، وصاح أحد الشاكين مناديا الإمام يحيى، راميا الشكوى في وجهه قائلا بلهجته الشَعِرية الدارجة “مو إلى الولد الحسن بتاريخُه”، أي ما معنى هذا الجواب ؟

ومضى الشاكي يقول لقد عرفنا أن الإمام هو الظالم لنا وليس الولد الحسن بتاريخه، وحينها ضحك الناس وتمعّر وجه الإمام وأمر بحبس الشاكي.

*مذكرات القاضي عبد الرحمن الإرياني.

#يمن_بوست

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *