يمن بوست/ تقارير
العرب اللندنية
توعّد تنظيم القاعدة في اليمن بشن هجمات على قوات التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي، تعليقاً على الأخبار التي روجت لها وسائل إعلام قطرية وإخوانية، خلال الأيام الماضية، حول اعتزام دولة الإمارات إقامة قاعدة عسكرية مشتركة مع الإسرائيليين في جزيرة سقطرى.
وهدد البيان المنسوب إلى القاعدة، بشن ما وصفه بالعمليات الانتحارية و”الانغماسية” في الجزيرة وخارجها، الذي جاء فيه: “نقول لليهود وعملائهم الإماراتيين إن حضرتم إلى سقطرى ستكونون في مرمى نيراننا، ولن تكونوا في مأمن من عملياتنا الاستشهادية والانغماسية”.
وتطابق الخطاب الإعلامي الذي تضمنه بيان القاعدة مع خطاب التشويه الذي تتبناه مواقع إعلامية قطرية وإخوانية وحوثية تجاه دولة الإمارات على وجه التحديد، والذي تصاعد في أعقاب اتفاق السلام بين أبوظبي وتل أبيب.
وقالت سياسية يمنية، إن استخدام العلاقات الإماراتية – الإسرائيلية في سياق حملة الاستهداف الممنهجة التي تتبعها الدوحة والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين؛ بات استراتيجية جديدة بعد استدعاء وسائل الإعلام القطرية والإخوانية لورقة الإرهاب في صراعها مع دول التحالف، من خلال التحريض المباشر، والتهيئة الإعلامية لأعمال الجماعات الإرهابية التي يعمل الكثير منها كأذرع عسكرية لأجندة الإخوان المسلمين.
وأضافت المصادر، في تصريح لـ “العرب”، أن توظيف ورقة سقطرى في الصراع بين قطر وتركيا من جهة، والتحالف العربي من جهة أخرى، مرّ بعدة مراحل، بدأت بإشاعة أخبار عن شروع التحالف في نهب وتدمير الإرث الطبيعي في الجزيرة، مروراً بتسريب أخبار عن محاولات تغيير الهوية السياسية لسكان الجزيرة، وإقامة قواعد عسكرية فيها، وصولاً إلى الحديث عن إقامة قاعدة عسكرية واستخبارية إسرائيلية فيها بهدف استفزاز الرأي العام اليمني، والتهيئة الإعلامية والسياسية لتنفيذ عمليات استهداف مباشرة ضد قوات التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي، من خلال أذرع مسلحة مرتبطة بالإخوان وقطر.
وكشفت المصادر عن تسريب الدوحة، بالتنسيق مع التيار الموالي لها في الحكومة اليمنية، معلومات مضللة عن إقامة قواعد عسكرية لدولة الإمارات في محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية، منذ وقت مبكر، بالرغم من عدم وجود أي قوات عسكرية إماراتية في الجزيرة، غير أن الإعلان عن توقيع دولة الإمارات اتفاقاً مع إسرائيل طوّر فكرة التضليل الإعلامي، لتتحول إلى إقامة قاعدة عسكرية واستخبارية إماراتية – إسرائيلية مشتركة.
ومثلت سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على سقطرى، وطرد قوات الحكومة التي تتهم بالتبعية لجماعة الإخوان، نهايةً للمشروع القطري لتمكين أنقرة من الوصول إلى الجزيرة وإقامة قاعدة عسكرية فيها، الأمر الذي أربك المخطط القطري – التركي، ودفع الدوحة إلى تحريك مزاعم إعلامية تفيد بملكية الصومال لأرخبيل سقطرى.
وقال الباحث السياسي اليمني مشير المشرعي، إن الموقع “Jforum” )المنتدى اليهودي) الفرنسي الذي نشر الخبر وتناقلته عنه وسائل إعلام قطرية وإخوانية، قام بنقل الخبر عن مصدر إعلامي سوري، نقله بدوره عن مصدر يمني، كما يشير التقرير.
وأضاف المشرعي في تصريح لـ “العرب”، أن إغفال وسائل الإعلام القطرية، التي روجت الخبر، الإشارةَ إلى المصدر الذي نقل عنه الموقع المذكور، محاولة متعمدة لإضفاء طابع تضليلي بهدف منح مصداقية للخبر.
ويكشف التتبع المهني لمصدر الخبر الأصلي، الذي نقل المعلومات عن مصدر يمني، أن الخبر في الأساس مصنوع في مطابخ القوى المعادية للتحالف العربي في اليمن، وفي مقدمتها الحوثيون، الذين يقوم خطابهم السياسي والإعلامي على كذبة مفادها أنهم يواجهون المطامع الإسرائيلية في اليمن.
وحول إمكانية انعكاس مثل هذه المعلومات المضللة والتصاعد في عمليات الجماعات الإرهابية، لفت المشرعي إلى أن القاعدة وداعش يستهدفان قوات التحالف العربي منذ بداية الحرب، غير أن الجديد في الأمر هو دعوة القاعدة، في بيانها الأخير، من أسمتهم “أهل السنة” إلى استهداف قوات التحالف والمجلس الانتقالي، في محاولة لاستغلال المعلومات المزيفة التي يبثها الإعلام القطري والإخواني، ونقل الصراع إلى مستوى أكثر حدة وعنفاً.
وحذرت مصادر سياسية يمنية من أن قراءة النشاط القطري في اليمن، خلال الآونة الأخيرة، تؤكد اعتزام الدوحة توظيف كل الأدوات المتاحة في نقل المعركة إلى مستوى أخطر، من خلال استخدام الجماعات الإرهابية، وتمويل إنشاء معسكرات ما يسمى “الحشد الشعبي”، والتورط المباشر في تمويل الميليشيات الحوثية بالمال والسلاح والطائرات المسيرة لاستهداف دول التحالف.
ونقلت مصادر إعلامية غربية عن ضابط مخابرات سابق، تورط الدوحة في دعم الحوثيين من أجل استهداف أهداف في المملكة العربية السعودية، وفقاً لما ذكرته صحيفة “داي بريس” النمساوية الناطقة بالألمانية.
وأوردت الصحيفة نقلاً عن ضابط المخابرات السابق، جيسون جي، تأكيده على قيام قطر بتقديم دعم مباشر للحوثيين خلال السنوات الماضية.