نافذون بغطاء دبلوماسي يعبثون بسفارة اليمن بالقاهرة

يمن بوست/ خاص
القاهرة
في سابقة هي الأولى بالسلك الدبلوماسي، أمن السفارة اليمنية في القاهرة تخطوا صلاحياتهم لتنفيذ أجندة أشخاص.
وذلك باقتحام قاعة سبأ داخل السفارة اليمنية أثناء انعقاد دورة تدريبية تجمع عدد من الناشطين الحقوقيين الشباب المتواجدين في العاصمة المصرية القاهرة يوم الإثنين ٢٩ مارس ٢٠٢١.
وقالت مصادر خاصة بالسفارة اليمنية، أن عدد من المدنيين يبدوا أنهم من محافظة مأرب قد دخلوا السفارة وملئوا الصالة الرئيسية للسفارة بتواطؤ من أمن السفارة ومساندتهم، وأغلقوا الأبواب على المتدربين، الأمر الذي أثار حفيظة المتدربين ومن تبقى من موظفي السفارة الذين ارتعبوا أيضا.
وأوضحت المصادر، أن ضباط الأمن التابع للسفارة (يمنيين الجنسية)، بقيادة ضابط الارتباط خالد العقيلي قاموا بالدخول إلى قاعة سبأ داخل مبنى السفارة بطريقة إثارة رعب المتدربين.
وأكدت المصادر بأن خالد العقيلي ومحمد الدعيس وعلي العولقي، الذين أخذوا مبالغ طائلة من أحد أشراف مأرب هاشمي مأرب مقابل بحثهم عن ابنته التي فرت منه لأسباب غير معروفة، والذين وجدوا من وجود عدد من الناشطات في قاعة السفارة فرصة لإثبات جديتهم وجهودهم في البحث عن الفتاة التي قاموا بابتزاز والدها الآلاف الدولارات.
وأضافت المصادر، بأن المتدربين ظلوا محتجزين في القاعة بعد سحب جوازاتهم منهم، حتى وصول والد الفتاة الذي أفاد بأن ابنته ليست من بين المتدربين، وأعتذر من المتدربات فقط، ثم غادر القاعة وغادر الأمنيون بعد تسليم الجوازات لأحد المنظمين للدورة، كأن شيء لم يحدث.
وفي تصريح خاص من مصدر آخر بالسفارة اليمنية، اشترط عدم ذكر اسمه، قال بأن المدعو خالد العقيلي ضابط أمن قومي ومن المفترض أن عمله مع أجهزة الأمن القومي كتبادل معلومات فقط، ولأكنه أصبح الآن بمثابة مدير قسم شرطة داخل السفارة.
وأضاف المصدر، بأن محمد الدعيس هو موظف محلي تم توظيفه ك مراسل لأقسام الشرطة من قبل السفارة اليمنية، لأكنه يقدم نفسه على أنه مستشار قانوني للسفارة، وبأن علي العولقي موظف محلي بمساعدة بالمندوبية ليست له أي صلاحيات تذكر.
وأكد المصدر، بأن من ذكرهم لا يحملون أي صفة دبلوماسية على الإطلاق، حيث أعتبر تصرفاتهم انتهاك صارخ لقوانين الدبلوماسية.
وفي سياق الموضوع، نشرت المواطنة اليمنية أمينة علي على حسابها على تويتر قالت فيها وصلني خبر أنه تم القبض على بنت في السفارة اليمنية بمصر يوم 29 مارس، ظنا منهم أنها أنا، وأخذوها لمقابلة والدي، وبعد أن تأكد أنها ليست أنا أطلقوا سراحها.. الخبر وصلني من الفتاة نفسها، إحسان جمال، حسب وصفها.
وتبين بأن آمنيو السفارة المذكورين قاموا بسحب جوازات الحاضرين بالقاعة، والصراخ بصوت عال، واتهامهم بجملة من الاتهامات المسيئة، وذلك في اليوم الثاني من دورة حقوقية نظمها مركز إنصاف للدفاع عن الحريات والأقليات.
أحد المتدربين –طلب عدم ذكر اسمه- قال تفاجئنا بأصوات ضجيج نهاية اليوم التدريبي الثاني خارج القاعة، قبل أن يدخل عدد من موظفي السفارة اليمنية وسحب جوازاتنا، دون أن نعرف عن سبب ذلك الاقتحام الذي أرعبنا حقا، وكان سبب في عدم حضور عدد من المتدربين في اليوم الأخير من الدورة.
وأضاف أرعبنا ذلك التصرف، وأصبنا بالتبلد ونسينا أننا نتدرب على مبادئ وأسس حقوق الإنسان والحريات العامة والخاصة، التي تم انتهاكها بشكل صارخ داخل السفارة ومن جهاتها الأمنية التي هددتنا باقتيادنا جميعا للأمن الوطني، دون أن نعرف عن سبب ذلك، واتهمنا علنا أننا ندعو للتفسخ الأخلاقي والكفر والاختلاط –وهذا سلوك متطرف ونكير على مجتمعنا اليمني- مشيرا إلى إن من بين المشاركين في الدورة عدد من أبناء الطائفة البهائية والمسيحية المتواجدين معنا في القاعة ويبدو أن الكلام كان موجه لهم.
حقوقيون يمنيون أكدوا أن ما حصل يعد انتهاك لحقوق الإنسان والحريات العامة بحق المتدربين اليمنيين الذين انتهكت حقوقهم داخل السفارة اليمنية ومن موظفيها الذي سنفترض أن تكون مهمتهم الأولى هي حمايتهم ومعالجة مشاكلهم، وهذا ما يشير إلى سقوط الدبلوماسية اليمنية التي لم تعد تخدم المواطن اليمني بشيء بقدر ما تثقل عليه وتنتهك حقوقه، دون أي إجراء أو مسوغ قانوني أو حتى أخلاقي.
مراقبون أبدوا انزعاجهم الشديد من ذلك التصرف، وأكدوا أن القائمين على السفارة منشغلين بجني المال وتصفية الحسابات البينية داخل السفارة على حساب المواطن اليمني وجاليته التي تعد الأكبر في المنطقة، وحملوا السفارة اليمنية مسؤولية حياة الفتاة التي حسب العرف القبلي اليمني خصوصا في مأرب تُعَدّ من أكبر جرائم الشرف والتي لا يغسلها سوى الدم حياة الفتاة، وطالبوا من السلطات المصرية التدخل للحفاظ على حياة الفتاة، كونها الآن في الأراضي المصرية، كي لا تتكرر جريمة خافشقي في الأراضي المصرية.