تعز.. اختفاء شابة في ظروف غامضة

 

  • الفتاة اختفت مطلع الشهر الجاري عقب زيارتها إلى مؤسسة خيرية كانت تقدم العلاجات لأسرتها

  • أعلنت أسرتها عن اختفائها بعد قرابة شهر على فشل الأجهزة الأمنية الكشف عن مصيرها

مصدر أمني:
  • جرائم اختطاف النساء ارتفعت بشكل ملفت في تعز وأغلب الضحايا يتم إعادتهن بعد ساعات أو أيام ويتعرضن للاغتصاب

  • أغلب حالات الاختطاف تتم عن طريق باصات النقل في ساعات المساء لاسيما في المناطق الواقعة باتجاه خطوط التماس

يمن بوست/ وكالات 

تعز 

انقطعت أخبار عن شابة في العقد الثاني من عمرها، عقب زيارتها لإحدى الجمعيات الخيرية، في مدينة تعز، مطلع الشهر الجاري.

وأعلنت أسرة الفتاة عن اختفائها بعد قرابة شهر من فشل الأجهزة الأمنية في الوصول إليها، أو معرفة مصيرها.

وحصلت “الشارع” على رواية لأسرة الفتاة، تؤكد اختفاءها، عقب وصولها إلى مؤسسة يديرها قيادات وأعضاء من حزب الإصلاح في المدينة، بعد اتصال تلقته من إحدى العاملات فيها.

وقالت عبير محمد فرحان، في بلاغ نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي، إن شقيقتها هيفاء محمد فرحان (24 عاماً)، اختفت بعد تلقي الأسرة رسالة صباح يوم 31 يناير الماضي، من رقم غريب، يقول فيها يرجى حضور أحد أفراد العائلة إلى مؤسسة رسالتي للمراجعة.

وأوضحت، أن صاحبة الرقم تعمل في المؤسسة الخيرية، مضيفة: “نحن كنا نرتاد المؤسسة شهرياً لاستلام علاجات خاصة بأمراض تكسرات الدم، لأنه لدي أختين تعانيان من هذا المرض”.

وتابعت حديثها عن قصة اختفاء شقيقتها: “عندما تلقيت الرسالة وأنا في مقر عملي في المشفى، اتصلت بأختي هيفاء، التي كانت تذهب شهرياً لاستلام العلاج، في تمام الساعة 10:31 صباحاً، وأخبرتها أن تذهب للمؤسسة، ثم اتصلت هي بي الساعة 12:30 ظهراً تقريباً، وقالت إنها وصلت إلى مؤسسة رسالتي، وأخبروها أن الاجتماع قد انتهى وعليها الحضور في اليوم التالي”.

وواصلت: “في اليوم التالي خرجت كعادتي للعمل، وأخذت هيفاء معي في الباص الذي يوصلني إلى مستشفى الثورة، ونزلت هي في المدخل المقابل للمؤسسة، ثم واصلت طريقي إلى المستشفى”.

وقالت: “في الساعة 9:24 وصلتني مكالمة من هيفاء، ثم عاودت الاتصال بها ولكن كان جوارها إزعاج لم أستطع سماع صوتها، فأرسلت إليها رسالة قلت لها خير لماذا اتصلتِ، فردت: إنها سوف تنتقل إلى مؤسسة إنماء في شارع جمال لعقد اجتماع، والتأكد من أن كل المسجلين حقيقين وليس وهميين، أني بروح مع اللي هلهن هنا لأني ما أعرف المكان والفلوس بودعه لما أروح عشان رصيدك وعشان ما تصايحي ليش للآن ما أودعته، فقلت لها: تمام.. انتبهي لنفسك”.

مذكرة البحث الجاني إلى النيابة

واستطردت: “أكملت دوامي وعدت للبيت في تمام الساعة 2:30 تقريباً، وتفاجأت حين وصلت للمنزل أن هيفاء لم تعد، حاولت الاتصال على رقمها لكنه مغلق، واستمريت في المحاولة، ثم رد عليّ رجل قلت له: هذا تلفون أختي فأغلق المكالمة، واتصلت به، وقلت له: أين أختي هذا تلفونها، قال هذا الهاتف وجدته وأغلق، ثم اتصلت مجدداً وطلبت من أخي أن يتكلم معه، قال له أخي: أين وجدت هذا التلفون، قال وجدته في الحوض، وسأنزل لاستلم حوالة ثم سأضعه لك في البقالة، ومن بعدها أغلق الهاتف تماماً”.

ولم تتوقف محاولات عبير لمعرفة أي معلومات عن أختها، حيث أجرت اتصالاً بالرقم الذي استلمت منه رسالة الدعوة للحضور لمؤسسة رسالتي، فأستقبلها في الجانب الآخر صوت امرأة وتدعى (رأفة) – بحسب ما تم التوصل إليه لاحقاً- والتي كان ردها أن هذا الرقم لا يخص المؤسسة، وأن إحدى العاملات في المؤسسة استخدمته لمراسلة عدة أسر عبر هاتفها.

ووفقاً لرواية عبير، فإن أسرتها أبلغت إدارة البحث الجنائي بالمحافظة بالحادثة، عند الساعة السابعة مساء، من نفس اليوم الذي اختفت فيه هيفاء.

وأشارت إلى أن العاملات في المؤسسة أنكرن التواصل مع الأسر عبر هواتف محمولة، ودعمت رسالتها بصورة لنص رسالة تفيد أن مساعي الأسرة بشكل ودي للحصول على تسجيلات الكاميرا داخل المؤسسة فشلت.

ووجهت إدارة البحث الجنائي رسالة لمؤسسة رسالتي للتأكد من صحة عقد اجتماع ولقاء بالمواطنين المستفيدين، فكان الرد من إحدى العاملات بالنفي، وأنه لم يتم التواصل مع أحد عبر الرقم الذي استلمت الأسرة رسالة منه يدعوها إلى الحضور، وأكدت الموظفة أن المؤسسة لديها أرقامها الخاصة التي تتواصل من خلالها مع المستفيدين.

ولاحظت الأسرة وجود كاميرات مراقبة في المؤسسة، ما جعلها تطلب بشكل ودي للاطلاع على ما رصدته الكاميرا خلال اليومين الماضيين، فتم رفض ذلك، مما حدا بإدارة البحث الجنائي توجيه مذكرة رسمية لإرسال فيديوهات ما رصدته كاميرا المراقبة، وكان تلبية الطلب بعد أسبوع تقريباً من المذكرة. وبحسب عبير، لم يلحظوا وجود أثر لشقيقتها في المقاطع التي شاهدوها.

إلى ذلك، حررت النيابة العامة مذكرتين لشركتي يمن موبايل وإم تي إن، حصلت “الشارع” على صور لها، لإظهار المراسلات والمكالمات المسجلة (من وإلى) الأرقام التي لها علاقة بالقضية ومحور التواصل قبل وبعد قوع الحادثة، من بينها رقم هيفاء، وللفترة ما بين 25 يناير و 13 فبراير الجاري، وتحديد أماكن وجود الأرقام، ولكن، وبحسب الأسرة، فإنها واجهت صعوبات في هذا الأمر لوجود السيرفرات الخاصة بشركات الاتصالات النقالة في مدينة صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.

ودعا ناشطون، على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى التضامن مع أسرة هيفاء، مطالبين الجهات الرسمية بمضاعفة جهودها لكشف ملابسات القضية، والتوضيح للرأي العام حول ما تم التوصل إليه، معتبرين الحادثة قضية رأي العام وتمس المجتمع وتثير الفزع في نفوس المواطنين. كما طالبوا الجهات المختصة في صنعاء، التعاون في تقديم المعلومات المطلوبة.

وأفاد “الشارع” مصدر أمني، أن أسرة الفتاة المختفية هيفاء، تسكن في حي صينة، وتعيش وضعاً معيشياً سيئاً منذ بداية الحرب، لا سيما بعد اختفاء رب الأسرة منذ ست سنوات، كونه كان يعاني من حالة نفسية ولم يُعرف مصيره حتى اليوم.

وأوضح المصدر، أن حوادث اختفاء واختطاف النساء ارتفعت بشكل ملفت، خلال الآونة الأخيرة، في مدينة تعز.

وأضاف، أن هناك عصابات منظمة تقوم بجرائم اختطاف الفتيات والنساء، وأن أغلب العمليات تتم عبر باصات نقل الركاب، لاسيما في الأحياء الشرقية والشمالية والغربية من المدينة والقريبة من خطوط التماس.

وقال المصدر، إن أغلب جرائم اختطاف الفتيات تتم منذ بعد الثالثة عصراً، طبقاً للبلاغات لدى الأجهزة الأمنية، وأن الكثير من المختطفات يتم إعادتهن بعد ساعات، وهناك نساء يعدن إلى منازلهن بعد يومين إلى 3 أيام من عملية الاختطاف، بعد أن يتعرضن للاغتصاب والعنف.

وذكر، أن الأجهزة الأمنية أصبحت مؤخراً تتلقى بلاغات بشكل لافت، عن جرائم اختطاف واغتصاب نساء وفتيات، وسبق خلال الشهر الماضي أن ألقت الأجهزة الأمنية القبض على شخصين ضمن عصابة متهمة باختطاف النساء، وتم الإفراج عن أحدهما، فيما لا يزال المتهم الآخر محتجزاً في السجن المركزي.

ومساء أمس، أفاد “الشارع” مصدر أمني آخر، أن أسرة الفتاة المختفية أطلعت الأجهزة الأمنية أن ابنتها ظهرت في منطقة الحوبان، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.

وأضاف المصدر، أن الفتاة المختفية أبلغت أسرتها أنها تسكن مع زميلة لها في الدراسة، بمنطقة الحوبان، وأنها ذهبت للبحث عن والدها المختفي منذ سنوات، والذي يعاني من حالة نفسية.

المصدر/ صحيفة الشارع 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *