150 ألفاً منهم في صنعاء وعدن.. الحكيمي يتوقع وفاة نصف مليون يمني بوباء كورونا

يمن بوست/ متابعات

توقع الدكتور حمدي الحكيمي، أخصائي طب المجتمع والوبائيات، أن يقتل فيروس كورونا قرابة نصف مليون شخص في اليمن، كون الحالات الحرجة من بين الإصابات ستصل خلال عام كامل إلى ما بين 400 إلى 500 ألف حالة.. ونظرا لعدم توفر الإمكانات الطبية للتعامل مع الحالات الحرجة فإن هذا يعني أن الحالات الحرجة ستكون وفيات.

الحكيمي متخصص الوبائيات الذي يعمل في هولندا تحدث الليلة في بث مباشر ضمن سلسلة محاضرات حول وباء كوفيد 19 سيلقيها بشكل يومي، وكان قد أجرى دراسة توقعت أن يودي وباء كورونا بحياة ما بين 35 ألف إلى 40 ألف شخص في عدن و110 آلاف شخص في صنعاء خلال عام كامل في حال لم يتم التوصل إلى لقاح أو تطبيق التباعد الاجتماعي.

واستخدم الحكيمي المحاكاة أو النمذجة Modeling وهي إحدى الوسائل الرياضية والتي مكنت العلماء من التنبؤ باحتمالية حدوث الأشياء، وهي التقنية العلمية التي بنى عليها توقعاته بشأن كورونا خلال سنة وأجرى المحاكاة باستخدام برنامج متخصص ومتقدم يدعى Epiflex.

واعتبر الحكيمي الحديث عن ترك الوباء ينتشر بشكل طبيعي من أجل الحصول على مناعة القطيع شبيها بخيار الأرض المحروقة لأنه ما زال هناك مجال لإنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح إذا اتبعنا بعض إجراءات الوقاية الذكية، لأن أي صلف أو تعنت في تطبيق الحجر الصحي سيؤدي إلى فشله الذريع خصوصا في دولة منظومتها متهالكة كما هو الحال في اليمن.

وخلصت الدراسة إلى أنه في حالة عدم وجود أي تدخل وقائي سيصل العدد المتوقع للمصابين في عدن إلى 20 ألف حالة حتى نهاية شهر مايو أي حتى الأحد الماضي معظمها ستكون حالات خفيفة ولا تحتاج إلى العلاج في المستشفيات ولكن حوالى 3 آلاف حالة تحتاج عناية صحية ومنها ألف حالة تقريبا ستحتاج إلى وحدات عناية مركزة.

وتوقع الحكيمي أن الموجة العالية للوباء في مدينة عدن ستكون في شهر يونيو، حيث سيصل عدد الحالات في نهاية يونيو إلى 90 ألف حالة منها حوالى 13 ألف حالة تحتاج عناية طبية سينخفض بعدها تدريجيا وبوتيرة قليلة حتى يبدأ في الاستقرار بعد سبعة أشهر عند 30 ألف حالة منها 4500 حالة تحتاج معالجة في المستشفيات و1500 حالة حرجة، بينما عدد الوفيات الناتجة من هذا السيناريو المتشائم سترتفع تدريجيا لتصل ذروتها بعد تسعة أشهر وبحدود 35 ألف حالة وفاة.

وفي مدينة صنعاء فإن نتائج المحاكاة التي أجراها الحكيمي لانتشار وباء كورونا المستجد كانت كارثية وهي السيناريو المتوقع ابتداء من شهر يونيو في حالة فرضية عدم التباعد الاجتماعي، حيث تنبأت دراسة المحاكاة أن مضاعفات الوباء ستكون أسوأ بكثير في صنعاء منها في عدن حيث سترتفع في شكل موجة عالية في نهاية يونيو لتصل إلى 300 ألف مصاب والذي يتوقع أن يحتاج 45 ألف مريض لرعاية طبية، منهم حوالي 15 ألفا سيكونون في حالة حرجة تحتاج إلى وحدات عناية مركزة.

وأوضحت المحاكاة أنه سيبدأ عدد المصابين بانخفاض تدريجي على شكل موجات تنخفض وترتفع بشكل حاد حتى تبدأ في الاستقرار نسبيا في شهر نوفمبر القادم حينها حوالي 20% من سكان صنعاء سيصابون بالمرض.

وتوقعت المحاكاة التي أجراها الحكيمي أن تصل الوفيات المتوقعة في الأشهر القادمة في صنعاء إلى حوالي 3 أضعاف الوفيات في عدن وذلك خلال السنة القادمة وربما يرجع ذلك إلى كون عدد السكان في صنعاء أكبر بكثير من عدن حيث تزيد الوفيات تدريجيا إلى أن تصل إلى 110 آلاف وفاة خلال عام واحد، وهذا يرجعنا لمقولة إن المدن الكبيرة هي ولائم الأوبئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *