كورونا في اليمن… اتهامات ومعونات صحية شحيحة لمواجهته

يمن بوست/ تقارير 

صنعاء – حفصة عوبل:

6 سنوات على حرب اليمن، دوامة من العنف والغموض، نزاع دامٍ، خلافات بين الحلفاء، تخاذل، اقتصاد يُحمل على نعوش الموتى، بنية تحتية شبه منعدمة، تدهور القطاع الصحي بكل أركانه، نفوذ وتسلط وجشع من قبل أطراف الحرب، فهل ينتهي الأمر بكورونا؟!
دخلت اليمن في خط مواجهة فيروس كورونا، بعد عدة أشهر من انتشاره على المستوى العالمي، وتشير الأدلة إلى أن الاستجابة الكافية في اليمن قد تؤدي إلى وفاة عشرات الآلاف بسبب مضاعفات أمراض الكوليرا والحصبة وحمى الضنك والدفتيريا، والأمراض غير المعدية.
يقول السيد ألطف، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن: “يتمثل دور منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة في تقديم المشورة والرسائل الصحية والمساعدات الطبية المنقذة للحياة، وتقديم النصح بشأن إعلان الحالات والإبلاغ عنها. لقد قمنا بذلك بشكل منهجي لأسابيع حتى الآن، لكن يقع قرار الإعلان عن الحالات على عاتق الجهات الحكومية المختصة وفقاً للوائح الصحية الدولية”.

اتهامات لمستشفى في إب

نشر عدد من الأشخاص، على صفحاتهم في “فيسبوك”، عن حالات إصابة بفيروس كورونا ووفيات توجد في محافظة إب (وسط اليمن)، فمنهم من ينشر عن صديقه، ومنهم عن أحد أقربائه، لكن الغريب أنهم وجهوا عدة اتهامات لمستشفى جبلة، وهو أكبر مستشفى في إب، بأنه لا يفصح عن العدد الحقيقي لحالات كورونا، بل اتهموا المستشفى بتصفية المصابين، وهو ما نفته مصادر طبية.
ويقول أحد الأشخاص في منشور على “فيسبوك”، بأنه يعزي أقرباءه في وفاة شخص يدعى جميل، والذي نقل إلى مستشفى جبلة بإب، وهو مصاب بكورونا، وتوفي بعدها بيوم، وآخرون قاموا بالنشر حول الموضوع ذاته، وهو وفاة أشخاص بدون أسباب واضحة، وهو ما جعل البعض يتهم المستشفى بتصفية المصابين.
ورداً على تلك الاتهامات التي وجهت لمستشفى جبلة، قال لـ”المشاهد” الدكتور عبدالله المطري، مدير عام المستشفى، إن ثقافة المجتمعات لها دور أساسي في كل شيء، وللأسف عندنا مشكلة إضافية في اليمن، وهي تسييس كل شيء، فبدلاً من أن يشكروا الفريق الطبي الذي يضحي بحياته من أجلهم، يقومون بتوبيخه.

 

 

وأضاف أن الكلام الذي ينشر لا أساس له من الصحة، فأغلب الوفيات كان لديهم مشاكل صحية أخرى، مثل مشاكل في الكلى، وارتفاع الضغط، وداء السكر، وتدرن الصدر، وسوء تغذية، ومن الطبيعي أن الأوبئة تفتك بالفئات “التي نشروا بأنها توفيت بسبب كورونا”، وهناك حوالي 4 حالات وصلت متوفاة إلى المستشفى.
وعن عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا التي وصلت إلى مستشفى جبلة، قال: بحسب التعريف المعياري توجد حالات مشتبهة، والمفروض كأطباء نعتبر الوباء موجوداً، خصوصاً وأن الوباء ثبت تواجده في تعز وعدن وحضرموت، والناس يذهبون ويعودون، ولا أعرف كم الإصابات المؤكدة لعدم وجود مسح.

 

 

شحة الإمكانيات في تعز

تأثر ما يقارب 50% من المرافق الصحية بسبب الحرب، مما أدى إلى انخفاض القدرات التشغيلية، كما يعاني ما يقارب 15.9 مليون شخص (53% من إجمالي السكان)، ويسهم سوء التغذية في انخفاض مستويات المناعة، ويجعل من السكان عرضةً للإصابة بأمراض معدية حادة، مع احتمالية أكبر للتعرض للموت، بحسب منظمة الصحة العالمية في اليمن.
يقول الدكتور راجح المليكي، مدير عام مكتب الصحة في تعز، إن الوضع في تعز مقلق نظراً لشحة الإمكانيات، وبسبب كثرة الوافدين من سكان تعز من بقية المحافظات التي ظهرت فيها حالات مصابة بالفيروس، وأيضاً من أسباب القلق استهتار الكثير من الناس بخطورة الوباء، وعدم التزامهم بتعليمات الوقاية.
ويضيف المليكي أن هناك حالات مؤكدة رصدت في تعز، وهناك حالات مشتبهة لم نتمكن من فحصها بسبب نفاد المحاليل المخبرية، وعدد المخالطين لتلك الحالات أكثر من 150 حالة، يخضعون جميعهم للمتابعة اليومية من قبل فرق الترصد.
أما عن أجهزة الفحص فيقول بأنها متوفرة، ويوجد كادر مؤهل ومدرب، لكن للأسف أحضروا لهم كميات قليلة من المحاليل التي لم تلبِّ الاحتياج الفعلي.
وتحدث عن أماكن الحجر الصحي، قائلاً: “يوجد حالياً محجر واحد، عبارة عن فندق في منطقة الضباب، لكن لا يوجد له أية نفقات تشغيلية، وهناك مركز عزل علاجي واحد في المستشفى الجمهوري، الذي أصبح يستقبل حالات، لكن تجهيزاته ضئيلة جداً”.

معونات الصحة العالمية

حذرت عدة منظمات، على رأسها منظمة الصحة العالمية، خلال الأسابيع الماضية، من احتمال أن يخرج الوباء عن السيطرة في اليمن ما لم تتوافر ظروف أكثر سلماً، وأن الوضع في اليمن مقلق جداً، ويعتبر تتبع الحالات في ظل التدهور الاقتصادي والصحي والأمني لليمن، صعباً وخطيراً للغاية.
قال السيد موساني: “منذ الإعلان عن الوباء في اليمن، قدمت منظمة الصحة العالمية العديد من السيناريوهات القائمة على الأدلة للتأكد من أن السلطات المحلية لديها الصورة الكاملة لكيفية تأثير هذا الفيروس على اليمنيين”.
وأضاف أن انتشار مرض فيروس كورونا المستجد في اليمن، سيؤدي إلى آثار كارثية، قد تؤدي الى إصابة 16 مليوناً من اليمنيين (50%)، لسببين رئيسيين: الوضع خلال الأزمة الراهنة التي يعيشها اليمن بسبب الصراع المستمر منذ أكثر من 5 سنوات، وهشاشة النظام الصحي الذي يعمل حالياً بنسبة 50% من قدرته الفعلية.
وأكد أن ثلثي المديريات (203 من أصل 333 مديرية) تعد ضمن المناطق الأشد احتياجاً للخدمات الصحية بسبب ضعف إمكانية الوصول للخدمات. وتتوزع هذه المديريات على جميع محافظات اليمن.
ويتهم بعض سكان صنعاء الحوثيين بأنهم يدفعون المناطق الخاضعة لسيطرتهم إلى “كارثة صحية” بعدم الإعلان عن الأعداد الحقيقية للإصابات والمتوفين، وأن هناك عائلات بأكملها توفيت في منطقتي “شعوب وهبرة” تباعاً خلال الأسابيع الماضية.
ويقول بعض السكان إنهم يشاهدون بعض سيارات الإسعاف تنقل المتوفين إلى المقابر، وإن أكثر المصابين يتواجدون في مستشفى الكويت، حيث منع الأطباء والعاملون في المستشفى من الإدلاء بأية معلومات عما يحدث هناك.
وقد عملت منظمة الصحة العالمية في اليمن، على إنشاء 4 خطوط ساخنة في صنعاء وعدن، لتلقي جميع البلاغات المتعلقة بـ”كوفيد 19″، الذي يهدف إلى إشراك المجتمع من أجل تبديد الشائعات، وضمان فهم المواطن العادي لعملية تطور الفيروس، وكيفية حماية أنفسهم منه.
ويتم تطوير وتوزيع المواد التوعوية وتعميمها على المرافق ومنافذ الدخول، كما تتم متابعة الهجمات الإعلامية، والتصدي للشائعات، والترصد وفرق الاستجابة السريعة، والتحقق من الحالات المؤكدة والمشتبه بها، وتجهيز 333 فريق استجابة سريعة (1665 فرداً) في جميع المديريات.
وتم إجراء أكثر من 200 فحص حتى الآن، وتدريب 28 أخصائي مختبر، وتوفير 6700 لفحوصات تفاعل البوليميريز لأجهزة الـPCRs ، وتحديد 38 وحدة عزل لحالات “كوفيد 19″، وتدعمها منظمة الصحة العالمية لجعلها تعمل، حيث تم توفير المعدات لـ32 مرفقاً صحياً (17 في الجنوب و15 في الشمال).
وتم توفير 520 سريراً لوحدات العناية المركزة، و194 جهاز تنفس اصطناعي، و11.717 أسطوانة أكسجين ليتم إعادة تعبئتها شهرياً على مستوى البلاد، وتدريب 672 من الطاقم الطبي على طرق مكافحة العدوى والوقاية والسيطرة وإدارة الحالات وتقديم الدعم التشغيلي واللوجيستي لضمان تقديم الدعم المناسب لجميع المحاور الأخرى، والتأكد من أن الموارد وأنظمة التوريد في قطاع الصحة والقطاعات الأخرى تعمل.
وتعمل المنظمة حالياً على توفير 1000 سرير لوحدات العناية المركزة، و417 جهاز تنفس، و52.400 اختبار، وتعبئة 11.717 أسطوانة أكسجين شهرياً، كما تم توزيع 232.114 وحدة من معدات الحماية الشخصية، وتعمل المنظمة على توفير المزيد.

 

المصدر/ المشاهد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *