الحديدة.. “أونمها” ميتة سريرياً على فراش “ستوكهولم”

يمن بوست/متابعات 

عملياً مهمة بعثة أونمها الأممية في الحديدة خارج العمل، والبعثة نفسها ميتة سريرياً من دون أي حراك أو إشارات حياة على فراش/سفينة “ستوكهولم”.

-بعثة السفينة-

أقرت بعثة دعم اتفاق الحديدة “أونمها” بإجراءات طالت موظفيها وإن قال رئيسها أبهيجيت جوها في بيان صحفي يوم الثلاثاء، إن الإجراءات لا تغير في قوام البعثة. لكن المؤكد هو أن عدداً غير قليل من أعضاء البعثة على متن السفينة الأممية قبالة ميناء الحديدة غادروا عائدين إلى بلدانهم.

يكتمل شهران إلى الآن على تعطيل وفض أعمال لجنة المراقبة والارتباط بالبعثة الأممية في مدينة الحديدة وإنهاء آلية نقاط المراقبة ولجان ضباط الارتباط المشتركة عقب اغتيال ضابط الارتباط الممثل للفريق الحكومي والعضو في اللجنة الأممية العقيد محمد الصليحي قنصاً برصاص مسلح حوثي دون أي موقف أو إجراء من قبل البعثة التي بقيت تتجاهل الجريمة طوال فترة تلقي الصليحي للعلاج في مستشفى النقيب بعدن وحتى فارق الحياة.

-مستمرة ومعطلة-

أشهر طويلة من التواري والصمت ودون أي أعمال أو إنجازات تذكر أنفقتها لجنة الجنرال جوها لإعادة الانتشار قبل أن يخرج يوم الثلاثاء 28 أبريل 2020 ببيان صحفي يتيم ونادر للرد أو للتعليق على الأنباء حول وضع ومصير البعثة الأممية في الحديدة وأنها مستمرة في ولايتها. مستمرة ومعطلة بالأحرى.

وتجاهل جوها -أيضاً- تعطل آلية الرقابة والارتباط كمهمة وحيدة للبعثة تعطلت منذ اغتيال الصليحي، كما تجاهل حادثة الاستهداف وجريمة القنص لضابط ارتباط تحت ضمانة بعثة أونمها وخلال تنفيذ عمله في نقطة رقابة أممية.

انسحب ممثلو الفريق الحكومي في لجان المراقبة والارتباط من النقاط الخمس في مدينة الحديدة غداة اغتيال زميلهم الصليحي في نقطة المراقبة الخامسة (سيتي ماكس) وفجرت المليشيات النقطة بالديناميت ومر كل ذلك أمام أعين مراقبي البعثة الأممية ورئيسها والمبعوث الأممي من دون أي تعليق أو موقف يذكر.

وبينما يطالب الفريق الحكومي بنقل البعثة أعمالها إلى منطقة محايدة وآمنة وبعيداً عن قبضة وسيطرة المليشيات الحوثية، فإن البعثة مستسلمة تماماً للخيارات الحوثية ولا تقيم وزناً لملاحظات واحتجاجات الطرف الآخر.

-الشرعية موقفان على النقيض-

أعلن -مراراً وخلال جنازة الضابط الصليحي منتصف الشهر الجاري- محافظ الحديدة المعين من الشرعية “تشييع” اتفاقية ستوكهولم، وطالب هو ومدير شرطة المحافظة باستئناف/استكمال عملية تحرير المدينة والموانئ وإنهاء الوضع المأساوي الذي ترتب على التمديد المفتوح للمليشيات الحوثية فيما يشبه حماية خارجية للانقلاب ورعاية للانقلابيين.

كما أعلن رئيس الفريق الحكومي (اللواء عيضة) في المناسبة نفسها نعي اتفاقية ستوكهولم.

 

لكن الموقف النهائي للحكومة والشرعية يبقى مناقضاً ومتناقضاً مع توصيات ومواقف السلطة المحلية والأمنية والفريق الحكومي والقوات المشتركة والرأي العام.

-إطلاق النار لم يتوقف-

إنهاء الانقلاب واستعادة الشرعية وفقاً للمرجعيات وعلى رأسها قرارات مجلس الأمن الدولي تمثل المضمون الفعلي للتحركات الأممية والدولية لفرض الإرادة والشرعية الدولية، فيما تحولت مع غريفيث إلى مهمة أخرى تتعلق بخطابية إنهاء الحرب وإعادة تقديم وتصدير ذراع إيران في اليمن كداعية سلام وزعامة يمنية تحمل قضية شعب.

قال غريفيث في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة “في الحديدة، ما زالت انتهاكات وقف إطلاق النَّار قائمة ومتكررة بشكل يومي بالمستوى ذاته الذي تحدثت عنه في إحاطتي السابقة. وإثر الحادثة المؤسفة للإصابة الخطيرة لضابط ارتباط من طرف الحكومة اليمنية بنيران القناصة، توقف عمل لجنة تنسيق إعادة الانتشار والآليات المشتركة الخاصة بتنفيذ اتفاقية الحديدة عمليًا.”

وأضاف “من المهم، بل هو جوهري، أن يستأنف الطرفان عمل لجنة تنسيق إعادة الانتشار والآليات المشتركة التي تدعمها، وأعلم أن زميلي الجنرال غوها، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، ما زال مستمرًا في جهوده للعمل مع الطرفين للحيلولة دون تدهور الوضع.”

-بعيد المنال-

وفي الجانب الآخر من البعثة الأممية نفسها يتذكر جوها في بيان نادر “ضرورة الالتزام أكثر من أي وقت مضى بوقف إطلاق النار في الحديدة” خلال عمليات تصعيد يومية في الحديدة ومناطق التماس الأكثر سخونة جنوبها.

وقال جوها إن “إعادة الانتشار” في الحديدة –البند المعطل منذ بدء تنفيذ ستوكهولم غير المنفذة- “مفتاح السلام”.

لكن، وبما أن هذا البند والمدخل أو “المفتاح” تم تعطيله قرابة عام ونصف، فإن السلام يبدو بعيد المنال بالفعل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *