استكهولم واستهداف القوات المشتركة بالساحل الغربي

بعد ان كانت القوات المشتركة على وشك سحق مليشيات ايران في الحديدة وجميع مناطق الساحل الغربي، هرولت الشرعية ومن ورائها جماعة الاخوان إلى عقد اتفاق مخزي وفاضح أشبه بالمؤامرة في استكهولم ومثل طوق نجاه لانقاذ المليشيات الحوثية ومنع القوات المشتركة من تحرير المدينة وموانئها الاستراتيجية
الاتفاق لم تنفذ اي من بنوده الثلاثه سوى اعلان الهدنة ووقف اطلاق النار في جبهات الحديدة، ورغم ذلك ظلت الشرعية ترى انها عملت انجازا لاجندتها الخاصة بايقاف تحرير الحديدة، وان بقاء المدينة تحت قبضة المليشيات الحوثية أهون عليها من سيطرة القوات المشتركة عليها.
زادت معاناة المدنيين في الحديدة وتزايدت اعداد الضحايا من خروقات الحوثيين، ومعها تسارعت انهيار جبهات الشرعية، ومنذ استكهولم تحول الحوثي من الدفاع إلى الهجوم فتهاوت جبهات نهم والجوف ومارب، والبيضاء وأجزاء في شبوة، ولم تحرك الشرعية ساكنا فكيف لها ان تقدم على خطوة تنسف انجازها بوقف تقدم القوات المشتركة في الحديدة
ادرك بعض المسؤولين خطأ وكارثية ما اقدمت عليه الشرعية حينها من توقيع اتفاق السويد، وظهرت تصريحات عديدة بهذا الشأن سواء من رئيس الوزراء إلى وزير الخارجية الاسبق، إلى قيادات عسكرية ومعها، تزايدت الاصوات المنادية بالغاء اتفاق السويد المجحف واطلاق يد القوات المشتركة لاستكمال تحرير الحديدة وموانئها
ارتفعت الاصوات المنادية بالانسحاب من هذا الاتفاق المجحف، وخرج أهالي مديريات الساحل الغربي في فعاليات منددة باستمرار الاتفاق ومطالبة باستكمال التحرير، كما طالبت الفعاليات المدنية والسياسية والمجالس المحلية، والقيادات العسكرية بضرورة سرعة الاعلان عن انسحاب الحكومة من هذا الاتفاق خاصة بعد الخروقات الحوثية، غير ان الشرعية ظلت جامدة ولم ولن تلقي اي اعتبار لجميع المطالبات
اتفاق يؤكد المقربون من دهاليز الشرعية انه يعد انتصارا لجماعة الاخوان كونه جمد قوات ضاربة وجعلها حبيسة الحركة في مناطق ملغمة محدودة، بهدف تجميدها، وتحييدها عن الساحة العسكرية، وتفكيكها، فكثفت من عمليات الاستقطاب في عدد من الألوية والوحدات العسكرية، المنتشرة في الساحل الغربي، تارة بمزاعم الترقيم وصرف المرتبات، وتارة اخرى بهجمات اعلامية محمومة بذريعة انها لاتتبع الشرعية، وتارة في التشكيك في ولائها الوطني وأهدافها، وجميع هذه الحملات لاتخفى لاحد من يقف وراءها، وتارة في محاولات زرع بذور الفتنة بين وحداتها العسكرية المختلفة، إلى حد وصلت معها القذارة إلى استهداف اسر افراد وجنود القوات المشتركة النازحين في بعض المناطق واختطاف بعض قادة الألوية، ونصب الكمائن لدوريات القوات المشتركة.
بعد ان ادركت القوات المشتركة خطأ استمرارها في هذا الوضع الحالي، ومع قرارها باعادة الانتشار تمهيدا لمعارك أكبر في اطار المشروع الوطني لانهاء الانقلاب الحوثي والمشروع الايراني، قامت قيامة الاخوان من جديد، وشنت ادواتها وذبابها حملات محمومة من جديد، وبثت الشائعات والاكاذيب في مسعى لتشويه سمعة القوات المشتركة، لانها تدرك ان تحرك هذه القوات إلى جبهات جديدة يعني سحب البساط الاخواني الذي ظل يعبث بالجبهات في مختلف مناطق اليمن، فهي حريصة كل الحرص ان المناطق التي لاتسيطر عليها فبقاءها في يد الحوثيين أهون من سيطرة الاخرين عليها
بعض الاصوات التي تدعي الحرص على المدنيين في المناطق التي اخلتها القوات المشتركة في الحديدة، لماذا غاب هذا الحرص المزعوم ايام الانتهاكات الحوثية والقصف المستمر والاستهداف المتصاعد لمنازل المواطنين وطرقاتهم واحياءهم السكنية، أم أن حسابات المكاسب الضيقة تعمي الابصار والعقول عن رؤية المصلحة الوطنية، وفي كل الاحوال ادعاء الانسانية والحرص الكاذب لايغطي نوايا هذه الجماعة وعبثها طيلة السنوات الماضية بحياة المدنيين لصالح مشروع لايتصل بالاجندة الوطنية بأي صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *