“أمينة”: الله وحده أعلم بالألم الذي شعرت به عندما سرق لغم حوثي يدي وعيني

يمن بوست/ متابعات 

كان الوقت صباحاً، حينما كانت تنتظر الطفلة أمينة سالم، ذات الانثي عشر عاماً بفرح لحظة حصولها على مقاس طرف صناعي لذراعها الأيسر أمام مستشفى المخا، بعدما بترها لغم زرعته جماعة الحوثي قبل عامين بمنطقة البرح غرب تعز، إذ إنها ستتخلص أخيراً من عاهة ترى أنها شوهت من مظهرها.

تتذكر أمينة، التي ما تزال تحتفظ بندوب في وجهها، كيف تعرضت لحادثة الانفجار عندما شارفت حياتها على النهاية.

“كنت عائدة من رعي الأغنام القليلة التي نمتلكها بالقرب من منزلنا بمنطقة البرح، وكان الوقت ما بعد العصر، حينها كان يتملكني شعور بالفرح، إذ سأعود لمشاهدة إحدى الحلقات في مسلسل كرتوني”.

تحكي، كنت أسير على منحدر رملي صغير، بعدما فرغت من المهمة التي أقوم بها يومياً، كانت خطواتي متسارعة يصاحبها قفزات في الهواء كتعبير عن الشعور الذي أتملكه.

لم يستغرق الأمر كثيراً حتى تعثرت قدماي أسفل ذلك التل بعود غليظ من الحطب لم أنتبه لوجوده، سقطت على الأرض ووقعت يدي اليسرى على شيء أهتز المكان من شدة انفجاره.

لم أكن أعلم ما الذي حدث، وعندما حاولت النهوض للهرب من ذلك الصوت المرعب، لم أتمكن من ذلك، إذ كانت يدي قد فصلت عن مكانها، فيما كانت الدماء تنزف بغزارة، الله وحده أعلم بالألم الذي كنت أشعر به.

تضيف، بعدها لم أعرف كيف جرى نقلي ومعالجتي، لكن والدي قال لي لاحقاً أثناء خروجي من المشفى في عدن، إن ما حدث كان ناجماً عن انفجار لغم حوثي، لم يتسبب فقط في بتر يدي، وإنما إصاب عيني اليمنى، فيما أصيبت اليسرى بشظية تمنعني من الرؤية.

تختم حديثها قائلة، ما زلت بحاجة إلى عدة عمليات كي أتمكن من الرؤية وذلك يستلزم الكثير من المال الذي لا تملكه أسرتي.

يقول والدها: “من حسن حظ ابنتي، أنها ما تزال على قيد الحياه، إذ سقطت ذراعها على اللغم الحوثي، ولو كان رأسها وقع على ذلك اللغم لكانت اليوم في عداد الأموات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *