الشباب اليمني يناقشون إدارج جماعة الحوثي ضمن قائمة الإرهاب وانعكاساته عليهم
يمن بوست/ متابعات
نظمت منصة شباب اليمن،السبت، جلسة نقاشية بعنوان (قرار واشنطن بإدراج جماعة الحوثي ضمن قائمة الإرهاب ودخوله حيزالتنفيذ وانعكاساته على الشباب اليمني)، عبر منصة الزوم، بحضور مختلف المكونات السياسية اليمنية بمن فيهم جماعة الحوثي.
وفي الجلسة التي بثت مباشرة على صفحة المنصة على الفيسبوك قال الصحفي والباحث محمد الأحمدي: “الموضوع بحد ذاته سيثير الجدللأنه لا أحد من اليمنين يريد أن يكون هناك طرفاً أو مجموعة من اليمنيين محل نقاش على المستوى الدولي هل هم إرهابيين أم غير إرهابيين،لو لم يكن جماعة الحوثيين مواطنين غير صالحين لما كان هناك حرب وهذه المأساة والكوارث التي نعيشها، كلنا نريد السلام الدائم القائم علىأساس المواطنة والمساواة والعدالة وسيادة القانون بعيداً عن الاستعلاء وفرض مشروع بقوة السلاح.
وفيما يتعلق بالقرار قال الأحمدي “لم يكن اليمنيون يرغبون بأن يكون أي مواطن يمني ضمن هذه التصنيفات ولكن جماعة الحوثيين استحقتبجدارة هذا اللقب لأنها قد كفرت العديد من المواطنين، وجرائم الحوثيين فاقت جرائم كل الإرهابيين في العالم، وإن سلوك الحوثيين قد انخرطفي الإرهاب، فهي جماعة تستدعي الموروث الإمامي ومزعوم الاصطفاء السلالي ويدفعها للممارسة سلوك متطرف جداً من القمع والتوحش،القرار قرار مستحق لأن سلوك جماعة الحوثيين سلوك لا يقل عن أي منظمة إرهابية“.
وأضاف “تم غض الطرف عن التسليح الحوثي في عهد الرئيس أوباما وخلال مؤتمر الحوار الوطني رغم أنه كان يفترض أن تنزع الأسلحة منالجماعات حتى يتسنى للجميع الحوار بعيداً عن الاستعلاء بالسلاح والعنف، وفي عهد ترامب تم إدراجهم ضمن قائمة الإرهابيين وفي عهدبايدن يتم إعادة النظر فيه وذلك في الجانب الإنساني وتدهوره وما سيكون من نتائج مترتبة عليه“.
وعن انعكاسات القرار على الشباب قال الأحمدي “يتم استدعاء المظلومية التاريخية لاستقطاب الشباب، ولهذا فهي منظمة توصم بالإرهاببالنسبة للمجتمع الدولي، وهذا ما سيستدعي الشباب إعادة النظر في سلوك هذه الجماعة التي كانت تستقطبهم لفرض مشروعها الطائفيلهذا فإن هذا القرار هو لصالح الشباب لأن مشروعهم يضر بمستقبل اليمن“.
أما عن التداعيات الاقتصادية للقرار قال الأحمدي “بالنسبة للجانب الاقتصادي للشباب، فمنذ انقلاب الحوثيين فقد الشباب اليمني الكثيرمن مصالحه، فقد صودرت كل الموازنات الخاصة بكل المواطنين، وانقطعت مرتبات الشعب اليمني، وصرفت أموالهم لتمويل حروب الحوثيين؛وبذلك لن يكون الوضع الاقتصادي أسوأ مما سبق فالمعاناة التي يعانيها الشباب كانت بسبب الحوثيين، والقرار لن يكون شماعة على سوءالوضع الاقتصادي“.
أحمد المؤيد أكاديمي وباحث سياسي مناهض للقرار، كان له رأي مخالف لما تم طرحه من زميله، حيث شرع حديثه “هناك احتفاء بهذا القراربمعنى هناك بيع لأخ قُبل بأن يعزل لكي يذبح أو يستهدف، الأمريكيون الذين صنفوا الأنصار بأنهم إرهابيين هم نفسهم الذين صنعوا القاعدةوالرعاة الأساسيين للإرهاب هم الأمريكيين، القاعدة هي أمريكا، وهي من صنعت الإرهاب في المنطقة، والتصنيف هذا ما هو إلا كذبة منالبداية وستسير هذه التصنيفات وفق المصالح“.
وعن الاحتفاء والتأييد بقرار الإدراج قال المؤيد “جماعة الإصلاح هي من احتفت بهذا القرار، وتسير وفق سياسات خارجية، إن الأطراف التيتصفق لهذا القرار هي من تصفق للأمريكان والسعوديين وهم هؤلاء الذين ينهجون الفكر الوهابي الإرهابي وهم جميعًا يحملون فكر الإزالة“.
وفي توضيح لفكر الإزالة الذي تحدث عنه المؤيد، قال “الحوثيون يعيش في مناطقهم كل الأصناف وكل العقائد وكل الأطراف بينما في مناطقأخرى لا يوجد هذا التنوع، فلا تجد أي مؤيد للحوثي في مأرب، والحوثيون هم من أطلقوا العفو العام وعملوا هيئة المصالحة، أما الإصلاحفهم من يحملون فكر الإزالة وفكر إقصائي وليس الحوثيون“.
وعن انعكاسات وتأثير القرار قال المؤيد “لن يتأثر به الأنصار وهم آخر من سيتأثر بهذا القرار ومن سيتضرر هو الشعب اليمني، وستتضرركذلك السعودية اقتصادياً، لأن الخيارات العسكرية المؤجلة ربما ستحصل حاليا بسبب هذا القرار، حكومة هادي أيضا ستتضرر لأنها جزءمن هذا الشعب وسيطالهم هذا الانهيار، الذين فرحوا بهذا القرار كسبوا تاريخاً أسوداً مع الشعب اليمني ولن يرى هذا القرار النور أبداً، هذاالقرار سيوقف ولن ينفذ لأنه سيضر المنطقة بالكامل“.
من جانبه قال أمين عام ائتلاف الشباب اليمني للسلام مصطفى منصر في بداية حديثة “نرفض أن يكون أي يمني أو جماعة أو حزب ضمنقائمة إرهابية/ ولكن هذه الجماعة قد جلبت لنفسها هذا التصنيف؛ فكل تصرفاتها في مناطق سيطرتها هي تصرفات إرهابية، نتمنى أنتتوقف جماعة الحوثي عن هذه التصرفات وتسعى إلى أعمال إيجابية للخروج من هذا التصنيف“.
وعن الانعكاسات التي ستترتب عن هذا القرار قال منصر “لن تخسر اليمن في وضعها الإنساني أكثر بعد هذا القرار، فهناك ارهاب حقيقييمارس على الأرض من قبل الحوثيين أكثر من انعكاسات هذا القرار، لكن هذا القرار قد يحد من انضمام الشباب لهذه الجماعة نتيجة هذاالتصنيف، ومن فوائد القرار أيضا أنه قد يحصل انفصال داخل الجماعة، وتظهر أصوات ترشد باقي الجماعة من هذه التصرفات الحوثية“.
وعن دور الشباب للتخفيف من انعكاسات وتأثير هذا القرار قال منصر “يجب أن يكون للشباب اليمني دور كبير في التخفيف من اعباء هذاالقرار؛ وذلك عن طريق الضغط على الحوثيين وإقناعهم بتحييد العملية التعليمية والإفراج عن المسجونين داخل سجون الجماعة“.
وأضاف منصر “إننا اليوم نشاهد داعش بوجه آخر، وقرار إيقاف الحرب هو بيد الحوثيين، وذلك من خلال الالتزام بالقرارات الأممية وتسليمالسلاح“.
وفي نهاية حديثة أوصى منصر بضرورة أن يسعى الجميع لتعزيز قيم المواطنة والسلام وهذا دور الشباب؛ إذا أردنا أن نخرج بالبلاد إلى برالأمان، وأن نرجع إلى القرارات الأممية ومخرجات الحوار الوطني“.
الصحفي الكرار المراني من المناهضين أيضا للقرار، قال “هذا القرار لن يخدم المواطن اليمني، وبالتالي الشباب، فإن فرص العمل ستتضرربنسبة (95%)، وستزيد نسبة البطالة في صفوف الشباب، وكذلك هو الحال مع التحويلات المالية، فبدلاً من أن نبارك القرار، علينا إيقافالعدوان والذهاب للحل السياسي، اليمن لن يحكمها طرف سياسي واحد ستحكم بالتوافق من جميع الأطراف ولكن العوامل الإقليمية هيالتي تؤثر على هذا التوافق“.
وأضاف الكرار “سيؤثر هذا القرار على الشباب من حيث فرص التعليم والعمل، وبالتالي سيتجهون إلى أن يكونوا وقوداً للحرب واستمرارها“.
وعن الدور المتوجب على الشباب حيال هذا القرار قال المراني “على الشباب من كل الأحزاب، أن يتوحدوا ليعملوا سوياً لتجاوز هذه المحنة،وعليهم أن يضغطوا على أحزابهم وتكتلاتهم بأن يكون لهم حضور في الجانب السياسي ويكون لهم صوت جيد، وأن يكونوا جزءاً من المنظومةالسياسية“.
وعن التأثير المباشر لهذا القرار على الشباب قال الكرار “إذا نفذ القرار فإنه سيكون هناك ملاحقة للشباب المنتميين للجماعة خارج اليمن،بالذات في أمريكا وفي الدول الأوروبية، وسيكون من الصعب عليهم إكمال تعليمهم أو السفر أو العلاج أو حتى العمل، وهذا يعتبر منالعوائق المهمة جدا التي سيتعرضون لها وستحد من تأثير الشباب وستعود العملية السياسية إلى الصفر، خيار هذا القرار خيار كارثيوالأنصار هم أقل من سيتضرر بهذا القرار ولكن الجميع سيعاني وسيدفع الثمن“.
أمجد يسلم صبيح رئيس تحرير موقع حضرموت 21، كان له رأيه الخاص بهذا القرار، حيث بدأ حديثه بالقول “القرار الأمريكي كان منالمفترض أن يدخل حيز التنفيذ منذ بداية الحرب بعد جر الكثير من الشباب إلى الحرب وأصبحوا أشلاء يدافعون عن وهم تلك المليشياتووضع البلد شمالاً مدمر بسبب هذه الجماعة الإرهابية التي أهلكت الحرث والنسل ومن يتحدث الآن عن أن القرار غير صائب لا يعي مايقول“.
وأضاف أمجد “الحوثيون اليوم يمارسون الإرهاب الفكري والإرهاب القومي والإرهاب النفسي وجميع أنواع الإرهاب بحق اليمنيين والشباب،وهذا القرار الآن سيخلص الكثير من الشباب من هذه الحرب بعد أن يدركوا أنهم يقاتلون مع مليشيات إرهابية بعكس ما كانوا يعتقدونوتنهزم تلك الجماعة“.
وتحدث صبيح عن بعض الأطراف التي تعمل على إفشال هذا القرار “بعض الأطراف الآن في الشرعية ومنها بعض الشخصيات في حزبالإصلاح اليمني تسعى لإفشال هذا القرار الآن عبر افتعالها الكثير من المشاكل في الجنوب عبر بعض أدواتها وعرقلة تطبيق اتفاق الرياضفقط لصالح هذه الجماعة الإرهابية وضد الجنوب، وما يعمله المجلس الانتقالي الجنوبي من تهيئة الأجواء لكل أعضاء الحكومة الموجودين فيعدن“.
وعن تأثير ذلك القرار في عزل جماعة الحوثي قال صبيح “من يتحدث عن عزلة الحوثي، وكأننا لا نرى أو نسمع ما تقوم به جماعة الحوثيسواء سابقا في الجنوب بعد شن الحرب ومحاصرة الكثير من المديريات في عدن ومنها التواهي أو في الشمال، الآن يتحدث عن العزلةويضرب أمثلة عن حرب العراق وغيرها لا يعي ما يقول ويستغل فقط عقول الشعب في الشمال أما نحن في الجنوب حققنا مصيرنا وانتصرناعلى تلك المليشيات“.
منير أبلان ناشط سياسي مستقل قال في مداخلته” هذا التصنيف لا يستهدف فئة بعينها وإنما يستهدف كل الفئات في اليمن، وسيؤثر هذاالتصنيف على الاستيراد بشكل عام استيراد الأدوية والأغذية، وسترتفع الأسعار في كل شيء، ستعاني اليمن من كل الأطراف نتيجة هذاالتصنيف، وسيؤثر على جميع اليمنيين وليس على جماعة الحوثيين فقط“.
وعن تبعات هذا القرار وانعكاساته قال أبلان “هذا التصنيف له تبعات سياسية سلبية؛ بأن يظل الاقتتال في اليمن مستمر وإجهاض أيعملية سلام قادمة، التصنيف هذا بمثابة موت سريري يحكم على اليمنيين، أما عن الشباب فستنعدم فرص العمل وستكثر البطالة وتزدادالجرائم وتجارة المشبوهات وزيادة نسبة المهاجرة والرحيل من اليمن، وستزيد المجاعة في اليمن، وعمل المنظمات أيضا سيتأثر“.
وتطرق أبلان إلى تعاطي الأمم المتحدة مع هذا القرار بقولة “الأمم المتحدة وضعت في حسبانها فقط منظماتها التي تعمل في اليمن منتبعات هذا التصنيف، وكانت نظرتها محصورة على عمل منظماتها وربحها الذي يخصها وليس من منضور يشمل معاناة اليمنيين منالحروب والأزمات التي تضر بهم، لا يوجد طرف نظر إلى المشكلة هذه من نظرة عامة وملمة“.
صلاح علي صلاح رئيس المركز اليمني لتحليل الأزمات قال في مداخلة له “لن يؤثر هذا القرار على مسار الحرب في اليمن، وإنما ستتأثراليمن من الداخل وجماعة الحوثي هي فعلاً محاصرة، وإنما ستتأثر من ناحية التحويلات المالية من خارج اليمن، وسيتأثر الاستيرادوالتصدير، يجب على جميع الأطراف أن يعوا أنه لا يوجد حسم عسكري بهذا القرار؛ فهذا القرار ليس مجدياً ولن يتأثر الحوثيون به، لكنهسيؤثر بشكل سيئ على اليمنيين“.
من جهته قال محمد المهدي ” القرار في مضمونه أكد على الجانب الإنساني، هذا القرار اتخذه اليمنيين منذ أن عرفوا هذه الجماعة فهيحركة إرهابية بسبب ما يرتكبونه. انعكاسات هذا القرار ستكون إيجابية على الشعب اليمني وجيدة إلى حد كبير، ولا يوجد أسوأ مما يمارسهالحوثيون في الجانب الإنساني على اليمن، ويجب على الشباب أن يتضامن مع هذا القرار“.
أما دكتورة التاريخ أروى أحمد قال ” التصنيف جاء متأخراً، ربما لو جاء القرار قبل هذا كنا أنقذنا آلاف الأطفال، ولن يؤثر هذا القراراقتصاديًا لأن اليمن تعاني من أزمة اقتصادية كبيرة بسبب قطع المرتبات“.
من جهتها قالت سناء البدوي سكرتيرة نقابة الصحفيين اليمنيين في تعز سابقًا “الحوثيون لا يعرفون سوى لغة الحرب، والشباب هم الفئةالمستفيدة من القرار، وقد جاء متأخراً، فالحوثيون لم يقدموا شيئاً للشباب سوى تدميرهم وقتلهم في الحروب، جماعة الحوثي عبثت باليمنوبرهنت للجميع بأنها جماعة إرهابية متطرفة وهي تسرق وتنهب جميع الفئات تحت مسميات لا ندري من أين أتوا بها، وهي لم تأت بأيفرصة لإنقاذ نفسها من أي شيء، لولا القرارات الأممية فنحن سنرى مستقبلاً مظلماً إن لم يوجد من يحد من هذه الجماعة“.
أحمد الشامي المدير التنفيذي للمنظمة العربية لمراقبة الحقوق قال في مداخلة له “تأثير هذا القرار على اليمن سينعكس سلبا، إن ما يقارب(80%) ممن يعيشون في مناطق سيطرة الحوثيين ليسوا كلهم حوثيين، ويجب علينا ألا نفرح بهذه التصنيفات لأي فئة من فئات اليمنيين، لايوجد بنية تحتية كافية تكفي المجتمع اليمني، وهكذا فإن الاستيراد والتصدير سيتأثر بسبب هذا القرار ومن الناحية الإنسانية سيتأثرالشعب اليمني ككل وليس فقط أنصار الله، ولهذا يجب علينا أن ندرك مدى خطورة هذا القرار على اليمن وعلى عملية السلام“.
وكان للشباب حضور أيضا، حيث قال الشاب بلال ثابت في مداخلة له “الحوثيون حركة إرهابية بكل المقاييس، القرار سيؤثر على جماعةالحوثيين المهاجرين الذين ينعمون بخيرات اليمن، وسيؤثر على السياسة الخارجية للحوثيين، وسيؤثر على الحوثيين بشكل عام“.
من جهته قال المدير العام الأسبق للمنشآت الرياضية بوزارة الشباب والرياضة، عبد الله الحميقاني ” القرار جاء متأخراً، ولو جاء مبكراً كانسيحد من هذه المقابر التي أصبحت الشغل الشاغل لجماعة الحوثي في إيجاد المقابر لشبابنا، الحقيقة القرار جاء لصالح الشباب اليمنيين،لأنه سيحد من استقطاب شباب اليمن للانضمام للحركة الحوثية، ويستهدف الحركة الحوثية بشكل كبير وقياداتها“.
هذا واعتبر القائمون على منصة شباب اليمن، أن الجلسة النقاشية هذه، مثلت مؤتمر حوار وطني شبابي، غير ممول أو مدعوم من أي جهةخارجية أو داخلية، شارك فيه الشباب اليمني من مختلف المشارب والانتماءات السياسية والثقافية والفكرية، وبأنها تعد خطوة أولى لإيجادسقف ومنصة شبابية مستقلة تمكن الشباب من مناقشة مشاكلهم وقضاياهم وتأثيرات تلك الحرب العبثية وتبعاتها على حياتهم، خصوصاًأنهم وقود تلك الحرب، ومن ضاعت أيامهم وأحلامهم نتيجتها، وتقدموا بالشكر لكل من شارك في هذه الجلسة من شباب متحدثين أو ممنقدموا تعقيبات أو شاركوا ، وشكروا سعة صدورهم وتقبلهم للآخر.