أكثر من ثلاثمائة يمنية مختطفة في سجون جماعة الحوثي السرية (تقرير)

يمن بوست/ تقارير 

وكالات 

طالما وفرت التقاليد المترسخة في البلاد وشبكات الحماية القبلية للنساء حامياً من الاحتجاز والانتهاكات، لكن تلك المحاذير تساقطت تحت وطأة الحرب.

فقد شرعت النساء اليمنيات على نحو متزايد في الاضطلاع بأدوار سياسية، وفي الكثير من الحالات، تولت النساء تنظيم تظاهرات وقيادة الحركات والعمل لصالح منظمات دولية أو إطلاق مبادرات سلام، وكلها أمور ينظر إليها الحوثيون باعتبارها تهديداً لهم؛ الأمر الذي أدى بهذه الجماعة إلى اختطاف المئات من النساء اليمنيات في سجونها السرية.

وجاءت أول حملة اعتقالات كبرى في صفوف النساء أواخر عام 2017، بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في المواجهات مع جماعة الحوثي بعد أن أعلن انتفاضة  ضد جماعة الحوثي في 2 ديسمبر 2019، واحتجزت الجماعة عشرات النساء ممّن خرجن إلى الميادين العامة للمطالبة بعودة جثمان صالح.

مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان في اليمن كشف عن أوضاع النساء اليمنيات في سجون جماعة الحوثي، مشيرًا إلى أن الجماعة تحتفظ بمئات النساء في سجونها بعد خطفهن، كما تخفي العشرات منهن في معتقلات سرية.

وأكد المركز، في بيان له أن فريقه الميداني وثق اختطاف الجماعة لما يقارب (300) امرأة، بينهن (100) ناشطة سياسية وحقوقية وإعلاميات، وحوالي (45) امرأة هن في حالة إخفاء قسري.

جدير بالذكر أن لجنة برلمانية شُكلت العام الماضي للنظر في التقارير المتعلقة بالاحتجاز غير القانوني توصلت إلى إطلاق سراح عشرات المحتجزين من الرجال خلال الأسابيع الأولى لعملها.

وكانت اللجنة تنوي الاستمرار في عملها فيما يتعلق بقضية النساء المحتجزات كذلك، لكن وزارة الداخلية التابعة لجماعة الحوثي ضغطت على اللجنة لإنهاء تحقيقها.

وكانت رابطة أمهات المختطفين -وهي منظمة مجتمعية، تعمل من أجل الإفراج عن المختطفين المدنيين والمخفيين قسرًا-أكدت في وقت سابق أن جماعة الحوثي غيبت في سجونها ومعتقلاتها السرية أكثر من (157) امرأة خلال العامين الأخيرين.

لكن تقديرات أُخرى تشير إلى أن ما يتراوح بين (250) و(300) امرأة محتجزات حالياً داخل محافظة صنعاء وحدها، تبعاً لما أفادت به العديد من المنظمات الحقوقية، وأوضحت المنظمة اليمنية لمكافحة الإتجار بالبشر أن ثمة احتمالاً أن تكون هذه التقديرات أقل من العدد الحقيقي.

رئيسة رابطة أمهات المختطفين، “أمة السلام الحاج”، قالت إن ما ترتكبه الجماعة لم يحصل من قبل، ولم يحدث أن يدخل أحد ما منزل امرأة ويضربها حتى الموت أو يخطفها ويعذبها إلا في زمن جماعة الحوثي.

كما أشارت إلى أن انتهاكات جماعة الحوثي بحق النساء تترافق باتهامات بالشرف والعرض، مع التبرير لذلك بأن النساء ممن تعرضن لانتهاكات أو ناصرن المنتهكات لهن علاقات بتهم جنائية، كما حصل مع “أحلام العشاري” التي ضُربت حتى الموت في إحدى مديريات محافظة إب من قبل جماعة الحوثي.

واعتبرت ذلك بأنه انتهاكات إضافية، وتعد من أشد الانتهاكات، لأن الجماعة من خلاله تحاول أن تفصل المجتمع عن المتابعة والمناصرة.

مضيفة أن ما ظهر إلى العلن من انتهاكات وجرائم بحق النساء لا يعدّ إلا القليل، موضحة أن هناك الكثير من الانتهاكات، ونتيجة لما يسمى العيب والعار يتم إخفاؤها ولا يستطيع الضحايا أو ذويهم التحدث بها.

مؤكدة أن الجماعة لم تكن تطلق صراح الأسيرات لديها إلا بعد تعهدهن بعدم المشاركة في مسيرات ثانية أو الامتناع عن نشر منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تسجيل اعترافات لهن بممارسة الدعارة والتجسس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *