توتر في شبوة وحذر في أبين

يمن بوست/ متابعات 

شبوة

تفاصيل اليوم الرابع من سحب قوات “الشرعية” و”الانتقالي”

تعرضت منشأة بلحاف الغازية بمحافظة شبوة، الاثنين، لاعتداء بقذائف الهاون، وفق مصادر متعددة. في تهديد خطير لاتفاق الرياض، الذي تواصل لليوم الرابع على التوالي، من مهلة تنفيذ الشق العسكري منه، عملية الانسحاب المتبادلة بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، والقوات الحكومية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح، من خطوط التماس في جبهات محافظة أبين. لكن في أجواء أكثر حذراً من ذي قبل، تخللها توقف بسيط، ظهر أمس.

ونقلت صحفية “الشارع” عن مصادر محلية، إن منشأة بلحاف الغازية تعرضت لهجوم بقذيفتي هاون، أطلقها جنود من قوات الأمن الخاصة التابعة لـ “الإخوان” في شبوة. ولم تكشف المصادر عن وقوع أي خسار داخل المنشأة، التي تقوم قوات من النخبة الشبوانية والتحالف العربي بتأمينها من أعمال إرهابية عدائية منذ العام 2017.

وذكرت الصحيفة، أن اشتباكات اندلعت عقب ذلك الاستهداف، بين قوات النخبة الشبوانية وعناصر من قوات الإخوان المسيطرة على عاصمة المحافظة. فيما أكد سكان محليون أن طائرات حربية، يعتقد أنها تتبع التحالف العربي، حلقت بكثافة في سماء بلحاف.

وعدَّ مراقبون أن هذه العملية خطوة تهدد سلامة المنشأة الغازية، التي ظلت طوال السنوات الماضية بعيدة عن الصراع العسكري، وتسعى قوات الإخوان إلى تحويل المحافظة إلى منطقة صراع.

واستنكر المجلس الانتقالي بمحافظة شبوة، أمس، التصعيد الذي قامت به قوات الإخوان في محيط مقر التحالف العربي بشبوة، مشيراً إلى أن ممارسات قوات الإخوان وخطابها هو نفسه خطاب وطريقة جماعة الحوثي.

وأكد انتقالي شبوة، أن التحالف العربي حليف وشريك أساسي، مثمنين تثميناً عالياً مواقفه العسكرية والإنسانية في عاصفة الحزم وإعادة الأمل.

ويخشى مراقبون، من أن يؤدي هذا التوتر إلى تعثر تنفيذ اتفاق الرياض، ويعرقل آلية تسريع تنفيذه التي أقرها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وحددها، الخميس الماضي، بمهلة “أسبوع” لتنفيذ الشق العسكري، يعقبها مباشرة الإعلان عن الحكومة الجديدة التي تم التوافق عليها بين كل من الانتقالي والحكومة الشرعية.

وتواصلت، أمس الاثنين، عملية الانسحابات المتبادلة بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، والقوات الحكومية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح، من خطوط التماس في جبهات محافظة أبين. تنفيذاً للشق العسكري من الاتفاق، يشوبها بعض الحذر، وتخللها توقف بسيط، ظهر أمس.

وأفادت صحيفة “الشارع” عن مصدر عسكري ميداني في قوات المجلس الانتقالي، أن كتائب في اللواء الأول دعم وإسناد انسحبت من مواقعها في منطقة “الطرية” و”الشيخ سالم”، صباح أمس، واتجهت برفقة فريق من اللجنة السعودية صوب مدينة عدن.

وأكد الناطق باسم جبهة أبين، محمد النقيب، في تغريدة على حسابه في منصة تويتر، أمس، إنه و”تنفيذاً لتوجيهات قيادتنا السياسية والعسكرية العليا، ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، وبالتعاون مع فريق التنسيق والارتباط السعودي، واصلت وحدات قواتنا المسلحة الجنوبية بمحور أبين تنفيذ عملية إعادة تموضعها وانتشارها وفق الخطة المعدة من قبل التحالف العربي”.

إلى ذلك، انسحبت قوات اللواء الثالث مهام خاصة، من معسكر الصولبان في مدينة عدن، إلى منطقة طور الباحة بمحافظة لحج، حسب خطة تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض.

وقال بيان صادر عن المركز الإعلامي للتوجيه المعنوي في اللواء الثالث مهام خاصة نخبة، إن اللواء انسحب من العاصمة عدن إلى قاعدة العند، وفقاً لخارطة الانتشار المعدة من التحالف العربي.

وأضاف البيان، أن الانسحاب تم بإشراف فريق عسكري سعودي، وبحضور قائد اللواء الثالث مهام خاصة المقدم أبو جنوب الخضر الجبواني، وأركان حربه الرائد أصيل بن رشيد.

وأكد البيان، أن ذلك يأتي “تنفيذاً لاتفاق الرياض وآليات تسريعه في الجانب العسكري، لإبداء حسن النية من قبل القوات الجنوبية الرامية لإحلال السلام وتنفيذ الشق العسكري والأمني، وإعلان الحكومة الجديدة التي سيشارك فيها المجلس الانتقالي، المزمع إعلانها خلال الأيام القليلة القادمة، والعودة إلى عدن لخدمة المواطنين في المناطق المحررة من سيطرة جماعة الحوثي

في المقابل، قال مصدر عسكري، إن القوات الحكومية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح لم تنفذ انسحابها من أجزاء واسعة في مناطق التماس، يوم أمس، وأن انسحاباتها خلال الثلاثة الأيام السابقة بمثابة انسحاب صوري لألوية وهمية، فيما قوات كبيرة تابعة للإصلاح لا تزال متواجدة وسط مدينة لودر، ومنتشرة في أجزاء واسعة منها لا سيما في جبل عكد الاستراتيجي.

وقالت صحيفة “الشارع” نقلًا عن مصدران عسكريان آخران، إن عملية الانسحاب المتبادلة في قوات “الانتقالي” و”الشرعية” توقفت ظهر أمس، حيث كان من المقرر أن تدخل قوات الأمن العام بقيادة أبو مشعل الكازمي، وقوات الأمن الخاصة، بقيادة محمد العوبان، والقوتان تتبعان “الشرعية”، إلى مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين، للقيام بمهامها الأمنية.

وأضاف أحد المصادر، أن حذراً شديداً حصل، أمس، بين قوات الطرفين، وأن اللجنة السعودية التي تشرف على عملية الانسحاب، عقدت أمس اجتماعين بقيادات ومسؤولين في قوات الطرفين، في كل من زنجبار وشقرة، من أجل مواصلة عملية الانسحابات، وإكمال تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، الذي كان من المقرر انتهاؤه اليوم الثلاثاء.

وقال مصدر عسكري، إن القوات الحكومية التي يسيطر عليها الإصلاح لم تنسحب وفق الخطة التي أعدها التحالف العربي، وأن بعضها لم تخرج أبعد من العرقوب، فيما جزء كبير من القوات التابعة للانتقالي توجهت للمناطق المحددة لها وفق خارطة الانتشار التي حددها التحالف العربي، ضمن بنود تنفيذ الشق العسكري، الذي يقضي بانسحاب القوات العسكرية التابعة لكل من الانتقالي والشرعية، وتوجهها لجبهات القتال ضد جماعة الحوثي.

وفي سياق متصل، أكد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أمس، جدية الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي في تنفيذ اتفاق الرياض، وفي تطبيق الشق العسكري، وعدّ ذلك “جسر عبور لمرحلة قادمة ينتظرها اليمنيون، تحمل في طياتها وحدة الصف، وعودة الحياة الطبيعية، وتحرك العجلة الاقتصادية”.

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط، عن المتحدث باسم التحالف، العميد الركن تركي المالكي، تأكيده أن جهوداً كبيرة بذلت خلال الفترة الماضية، من فريق التنسيق والارتباط السياسي وقيادة التحالف في عدن، توجت بعملية فصل القوات في أبين وخروجها من عدن.

وقال المالكي: “لا شك في أن تنفيذ الشق العسكري في (اتفاق الرياض)، والمتمثل في فصل القوات العسكرية في محافظة (أبين) وخروجها من (عدن)، يمثل جسر العبور لمرحلة قادمة ينتظرها اليمنيون، تحمل في طياتها واقعية مثالية بوحدة الصف، وعودة الحياة الطبيعية، وإنهاء المظاهر العسكرية، وتحرك العجلة الاقتصادية، وكذلك الأمن والاستقرار”.

وتواصل قوات التحالف الإشراف المباشر على عملية فصل القوات في محافظة أبين (جنوب البلاد)، وإخراج القوات العسكرية من العاصمة المؤقتة عدن، وفقاً للتفاهمات والخطط العسكرية الموضوعة. وقوبل بدء تنفيذ الشق العسكري لـ “اتفاق الرياض” وقرب إعلان الحكومة الجديدة، بترحيب يمني وإقليمي ودولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *