قصيدة إلا أنا وبلادي

يمن بوست/ ميديا 

بردونيات 

تسلياتي كمُوجعاتي، وزادي
مثلُ جوعي، وهَجعتي كسُهادي
وكؤوسي مريرةٌ مثلُ صحوي
واجتماعي بإخوتي كانفرادي
والصداقاتُ كالعداواتِ تؤذي
فسواءٌ من تَصطفي أو تُعادي
إن داري كغُربتي في المنافي
احتراقي كذكرياتِ رمادي
يا بلادي! التي يقولون عنها:
منكِ ناري ولي دخانُ اتِّقادي
ذاك حظِّي لأن أمي «سعودٌ»
وأبي «مُرشدٌ» وخالي «قمادي»
أو لأنِّي أطعت أولاد جاري
ورفاقي دفاتري ومدادي
أو لأنّي دفعتُ عن طهر أختي
وبناتي مكرَ الذِّئاب العَوادي
أو لأنّي زَعَمْتُ أن لديهم
لي حقوقاً من قبل حقِّ «ابن هادي»
***
يا بلادي هذي الرُّبى والسواقي
في ضلوعي تنهُّداتٌ شوادي
إنما من أنا وليس بكفِّي
مدفعٌ والترابُ بعض امتدادي!
رُبَّما كنتُ فارساً لستُ أدري
قبل بدءِ المَجَالِ ماتَ جَوادي
***
العصافيرُ في عُروقي جياعٌ
والدّوالي والقمحُ في كلِّ وادي
في حقولي ما في سِواها ولكن
باعتِ الأرضَ في شراءِ السَّماد
***
يا ندى … يا حنانَ أُمُّ الدَّوالي
وبِرُغمي يجيبُ من لا أنادي!!
هذه كلُّها بلادي … وفيها
كلُّ شيءٍ … إلَّا أنا وبلادي!!

ديسمبر 1969م
عبدالله البردوني

#يمن_بوست

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *