معلمون: استبدالنا بخلايا تابعة لجماعة الحوثي ينذر بكارثة على مستقبل الأجيال

يمن بوست/ تقارير

خاص 

بين القمع والتعسف تتأرجح سياسة وأسلوب حكم جماعة الحوثي التي لا تعترف إلا بسلطتها المطلقة وأفكارها المذهبية والعنصرية التيتحاول فرضها كمنهج حياة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، فتارة تغير من وظيفتك وتارة أخرى تقوم بطردك، دون أن تبالي بالمواطناليمني وحياته، فكيف تبالي بهم وهي ترفع شعار ما نبالي التي تصدح به ميكرفوناتهم أمريكية الصنع.

فخلال الأعوام السابقة قامت جماعة الحوثي بفصل عدد كبير من موظفي وزارة التربية والتعليم واستبدالهم بأشخاص من المنتمين للجماعة،خصوصاً في المدراس الحكومية بعد أن شرعت المنظمات الدولية في صرف المساعدات النقدية للمعلمين، إضافة إلى قيامها بفرض مبالغ مالية شهرياً على طلاب المدارس الحكومية، حددتها بـ(1,000) ريال على طالب المرحلة الأساسية و(3,000) ريال على طلاب المرحلة الثانوية،ليتم صرفها على شكل مكافئات وحوافز شهرية لتلك العناصر الدخيلة على التربية من محدودي التعليم.

كما أن عملية الإحلال والاستبدال التي تمت في المدارس الحكومية ليس الغرض منها هو جباية الأموال من الطلاب أو تشغيل عناصرها، بقدرما تسعى من خلاله إلى تعزيز وترسيخ مفاهيمها وأفكارها المذهبية التي تؤمن بها لدى طلاب المدارس الحكومية، والتي وصلت إلى تغييرالمناهج التعليمية المستمر، والذي تحاول الجماعة من خلالها إلى فرض تلك المفاهيم والمعتقدات على مراحل مدروسة كي لا يرفضها المجتمع.

ومن جانب آخر، تقوم جماعة الحوثي من خلال عناصرها التي وزعتهم على المدارس الحكومية والأهلية، على التعرف على من يقف معهم أوضدهم، في عملية تصنيف استخباراتية للعاملين في قطاع التعليم وتصل أحيانا إلى أولياء الأمور.

وفي ذلك تحدث إلينا مدير إحدى مدارس أمانة العاصمة، حيث قال:أن مكتب التربية والتعليم قد وجه إليهم بتعبئة استمارات بيانات توضح انتماء جميع المدرسين سياسياً ودينياً، وبأن على إدارة المدرسة تعبئة هذه الاستمارة وإرسالها لمكتب التربية“.

استمارة تعبئة البيانات الموجهة من مكاتب التربية

ويرى مراقبون بأن هذه الاستمارة ما هي إلا وسيلة للضغط على المعلمين داخل المدارس الحكومية والأهلية، يتم من خلالها تصنيف وفرز من هم مع جماعتهم ومنهم ضدها، بل ومن يمكنهم استبداله وطرده من وظيفته، ويتم تهديد المعلمين للخضوع لأوامر وتوجيهات الجماعة الحوثية ومن لم ينصاع لها يخسر وظيفته.

تغيير الكوادر في المدارس الأهلية:

بعد أن تمكنت جماعة الحوثي من السيطرة على كافة مفاصل التعليم الحكومي في مناطق سيطرتها، انتقلت إلى التعليم الأهلي، هذا مااكدت مصادر خاصة لـيمن بوستبقيام جماعه الحوثي بفرض عدد من الموظفين في المهام الإدارية أو التربوية على حد سواء في المدارسالأهلية، وذلك في خطوة توسعية لنشاطها الفكري والعقائدي، فأقدمت على إجراء الكثير من التغييرات في الكوادر الإدارية والتعليمية لتلكالمدارس، والغريب في الموضوع هو المقابل المادي (الرواتب) الزهيد الذي يتم منحه لتلك الكوادر الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.

وأكدت ذلك إحدى المعلمات بقولها:هناك تغيير شامل وجذري للكوادر الإدارية في المدارس الأهلية خصوصا تلك المنتمية للتجمع اليمنيللإصلاح، يقود تلك العملية قيادات ومسؤولين في وزارة التربية والتعليم الذين يقومون بالضغط على مالكي تلك المدارس تجنباً لإغلاقها أوإلصاق التهم الكيدية لها كقيامها بتمويل الجماعات التخريبية والإرهابية، وهذا ما حصل فعلاً في أكثر من مئة مدرسة أهلية داخل العاصمة صنعاء والتي تمارس مهامها التربوية منذ عشرات السنين“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *