ثلاث صور للبردوني

يمن بوست/  مقالات

كتب/ حسين الوادعي 

هناك ثلاث صور مختلفة للبردوني.

1) الصورة الشعبية: وهذه تجدها في الحكايات والنكات والطرائف والمواقف التي يتداولها اليمنيون عنه وعن علاقته بالسلطة والأحداث. والفرق بينها وبين البردوني الذي نعرفه أديباً ومفكراً، كالفرق بين السيرة الشعبية لسيف بن ذي يزن وسيرته الحقيقة.

كما تجلت هذه الصورة الشعبية في التعامل مع قصائده بمنطق احتوائها على نبوءات تفصيلية عن الأحداث السياسية.

2) الصورة السياسية: وهذه الصورة تصارعت عليها التيارات السياسية اليمنية التي يدعي بعضها انتساب البردوني لها. وتعتمد هذه الصورة على مرويات وحكايات وأساطير وحقائق مجتزأة، تسعى كل منها لضم البردوني تعسفاً إلى هذا التيار أو ذاك، أو إلى إنطاق أشعاره وكتاباته بهذا التوجه السياسي أو غيره.

3) الصورة الأدبية/ الفكرية: وهي الصورة التي يمكن تكوينها من خلال القراءة المنظمة لدواوينه وأعماله الفكرية، وتكوين صور ذهنية موضوعية عن أفكاره الرئيسية وتطوره وتحولاته.

ولسبب لا أعرفه، هناك اتجاه واضح وقوي لتسييس صورة البردوني وإبداعه، واختراع تاريخي أسطوري وهمي يقدم البردوني السياسي كبديل للبردوني الشاعر والمفكر والمثقف العضوي.

صورة لا علاقة لها بالبردوني، ولا بما كتبه فعلاً. لكنها تستعيض عن ذلك بمرويات وحكايات و”أحاديث آحاد” وتخرصات عن كتب مجهولة وضائعة يزداد عددها من سنة لأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *