يمن بوست/ تقارير
“الشبكة العربية”:
على مدار ست سنوات، هي أمد الحرب الحوثية العبثية، فإنّ الجرائم التي ارتكبتها المليشيات أحدثت أزمة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم.
وكثيراً ما وثّقت التقارير والإحصاءات الحياة المأساوية التي يعيشها ملايين السكان تحت وطأة الحرب الحوثية، وتقول صحيفة العرب اللندنية – في هذا الإطار – إنّ حياة اليمنيين تزداد صعوبة في ظل التقلّص المستمر للخدمات العمومية من رعاية صحية وصرف صحي وكهرباء، فضلاً عن صعوبة الحصول على الغذاء والمياه الصالحة للشرب.
ومؤخراً، أوقفت الأمم المتحدة 12 من 38 برنامجاً إنسانياً رئيسياً، محذرة من أن 20 برنامجاً يواجه الإغلاق أو تقليص الأعمال بين أغسطس الجاري وسبتمبر المقبل.
وأضافت الصحيفة، أن معاناة اليمنيين تتفاوت جزئياً من تلك الظروف، حيث توجد فئات أكثر عرضة من غيرها لتحمّل وطأتها، وعلى رأسها فئة النازحين، الذين اضطروا إلى ترك مناطقهم بحثاً عن الأمان من الحرب والجوائح الطبيعية.
وأوضحت أنّ خمسة أعوام من الحرب دمرت الاقتصاد والنظام الصحي في اليمن، مشيرة إلى أن الكثير من موظفي الرعاية الصحية، وغيرهم من العاملين، لم يحصلوا على أجورهم منذ ما يصل إلى ثلاثة أعوام.
الحرب الحوثية أحدثت أزمة إنسانية شديدة الفداحة، تقول تقارير أممية إنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع، بعدما طال أمد الحرب حتى بلغ حداً لا يُطاق على الإطلاق.
وتقول منظمات أممية، إنّ الحرب التي أشعلها الحوثيون في صيف 2014، حاصرت ملايين السكان بين أطنانٍ من المعاناة، حيث خرج نصف المرافق الصحية عن العمل، وقد جاءت جائحة كورونا لتفرض مزيداً من الأعباء الضخمة، فضلاً عن تفشٍ مرعب للفقر في كافة الأنحاء.
في الوقت نفسه، أدّت الجرائم الحوثية إلى تفشِ مرعب للفقر، وقد دفعت الحرب ثلاثة أرباع السكان إلى تحت خط الفقر، وأصبحت الحرب الاقتصادية، التي تتبناها منذ سنوات، المحرك الرئيسي للاحتياجات الإنسانية.
وكانت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، ليز جراندي، قد حذّرت من أنّ نقص التمويل بدأ يتسبّب بإغلاق أو تقليص برامج المنظمة الأممية في البلد الغارق بالحرب، ما يهدد ملايين السكان بالموت.
وقالت جراندي في بيان: “تأثّرت نصف برامج الأمم المتحدة الرئيسية في اليمن جرّاء نقص التمويل. وقد تم بالفعل إغلاق أو التقليص لـ12 من برامج الأمم المتحدة الرئيسية الـ38، بينما يواجه 20 برنامجاً آخر المصير ذاته”.
وأضافت: “ليس أمامنا خيار. فعلينا التزام أخلاقي بتحذير العالم من أن ملايين اليمنيين سوف يعانون وقد يموتون لأننا لا نملك التمويل الذي نحتاجه للاستمرار”.
المسؤولة الأممية أشارت إلى أنّ الجهات العاملة في المجال الإنساني في اليمن أنقذت ملايين الأرواح، فمنذ نهاية عام 2018 عملت الوكالات الإغاثية على إدارة “واحدة من أسرع وأكبر عمليات توسيع نطاق المساعدات المقدمة في التاريخ الحديث، حيث وصلت إلى عدد غير مسبوق، 14 مليون شخص شهرياً، لكن نقص التمويل تسبّب بخفض الحصص الغذائية لأكثر من 8 ملايين شخص، وتم قطع الخدمات الصحية أو تقليصها، وتم إيقاف صرف مخصصات نحو 10 آلاف ممن يعملون في الخطوط الأمامية، وتوقفت الإمدادات اللازمة لعلاج مرضى ومصابين.
هذه الأرقام التي توثّق المآسي الفادحة الناجمة عن الحرب الحوثية تستدعي تدخلاً حاسماً حازماً من قِبل المجتمع الدولي عملاً على منح الحرب استراحةً طال انتظارها كثيراً.