-
إرباك “اتفاق الرياض” يطغى على تشكيل الحكومة اليمنية
-
تصعيد في حضرموت بسبب مساعٍ لفرض وجود ائتلاف جنوبي موالٍ لقطر
-
الإخوان وتيار قطر بثقلهم العسكري والسياسي للسيطرة على جنوب تعز بهدف الانتقال إلى المرحلة الثانية من مخطط يستهدف المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي
يمن بوست/ متابعات
توقعت مصادر محلية وحقوقية أن تشهد منطقة جنوب تعز، في الفترة القادمة، تصاعداً في حدة الانتهاكات بحق القيادات العسكرية والسياسية التي وقفت ضد تغول المشروع الإخواني المدعوم من قطر في المنطقة، إضافة إلى استهداف عائلات ضباط وأفراد قوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي التي نزحت إلى المنطقة، وتعرضت في فترات سابقة للإيذاء من قبل عناصر مسلحة تابعة لجماعة الإخوان وميليشيات الحشد الشعبي، بقيادة حمود سعيد المخلافي.
وألقى الإخوان وتيار قطر بثقلهم العسكري والسياسي للسيطرة على جنوب تعز، بهدف الانتقال إلى المرحلة الثانية من مخطط يستهدف المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي، من خلال نقل التوتر إلى ميناء المخا الساحلي، ومحافظة لحج، عن طريق قوات اللواء الرابع مشاة جبلي التابع للإخوان في منطقة طور الباحة.
وتشير مصادر خاصة إلى تناغم الأهداف والتحركات الإخوانية – الحوثية في هذا الاتجاه، حيث يعمل الإخوان وتيار قطر على خنق مناطق نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن ولحج والضالع، من خلال مثلث التوتر في منطقة شقرة بأبين (شرق) وطور الباحة بلحج (شمال)، إلى جانب الضغط العسكري الحوثي في منطقة مريس الذي يستهدف محافظة الضالع، التي تمثل مركز الثقل الشعبي الجيو- سياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وفي اتجاه التوسع نحو الساحل الغربي والوصول إلى ميناء المخا، تؤكد مصادر مطلعة لـ “العرب” وجود مخطط إخواني للاشتباك مع قوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي، بالتزامن مع تحركات ممولة من قطر في مدينة الخوخة الساحلية، في الحديدة، تحت مسمى “الحراك التهامي”، الذي استضافت قنوات ممولة من الدوحة بعض المتحدثين باسمه للتحريض على قيادة المقاومة المشتركة، في مؤشر على استخدام هذا الملف بشكل فعال خلال الفترة القادمة، للضغط على قوات العمالقة الجنوبية، وقوات المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح.
وعلى صعيد متصل، وفي إطار مخططات التصعيد التي تهدف إلى إعاقة تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة القادمة، شهدت مدينة سيئون، عاصمة وادي حضرموت، حالة توتر غير مسبوقة في المدينة، نتيجة لما تعتبره مصادر محلية في المدينة إقدام قوات أمنية على قمع حراك شعبي لتنظيم عصيان مدني، أعلن عنه مكون أطلق على نفسه “شباب الغضب” نتيجة لـ “تدهور الخدمات وارتفاع الأسعار وتردي الأوضاع المعيشية”.
وقال ناشطون جنوبيون على مواقع التواصل الاجتماعي، إن العصيان المدني جاء نتيجة محاولات مكون جنوبي مدعوم من الإخوان اختطاف صوت أبناء وادي حضرموت، من خلال تنظيم تظاهرة مؤيدة لما يسمى “الائتلاف الوطني الجنوبي” الذي حشد بعض أنصاره، الاثنين، في ظل حماية من قوات الأمن والجيش في المحافظة، وهي التظاهرة التي اعتبرها مراقبون تصعيداً سياسياً لا يتناسب مع دعوات التهدئة التي رافقت الإعلان عن التوافق على آلية تسريع جديدة لتنفيذ اتفاق الرياض قدمتها الحكومة السعودية.
وأشار المجلس الانتقالي الجنوبي، في بيان له، إلى “فشل ما يسمى بالائتلاف الوطني الجنوبي المدعوم من سلطة الإخوان (…) في تزييف الإرادة الجنوبية عبر حشد القوات العسكرية للتظاهر بالزي المدني”. واعتبر أن “هذه الخطوات التصعيدية غير المبررة، أكان في سيئون أو شقرة بأبين، محاولات لتعطيل تنفيذ اتفاق الرياض”.
تستمر في العاصمة السعودية الرياض مشاورات تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة، وفقاً لاتفاق الرياض الموقع بين “الشرعية” والمجلس الانتقالي الجنوبي، في ظل تصعيد متزامن في عدد من المحافظات المحررة، تشير مصادر إلى أن جماعة الإخوان وتيار قطر في الحكومة يقفان خلفه.
وشهدت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، مساء الأحد، اشتباكات عنيفة في مديرية المنصورة، بين قوات أمنية وعناصر مسلحة هاجمت دورية تابعة للحزام الأمني.
وفيما تشير مصادر إلى أن المواجهات جاءت نتيجة تحرك خلايا أمنية عملت – منذ سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن في أغسطس الماضي- على إثارة التوترات في عدد من مناطق المدينة، أشار بيان صادر عن إدارة أمن عدن، إلى أن الاشتباكات جاءت في أعقاب قيام قوات الطوارئ التابعة لإدارة أمن عدن بحملة أمنية لاستحداث نقاط تفتيش مؤقتة، وتنفيذ دوريات ليلية لحفظ الأمن والاستقرار.
وكشف البيان عن تعرض إحدى دوريات قوات طوارئ أمن عدن في مديرية المنصورة، لهجوم مسلح من قبل مجهولين، أصيب على إثره أحد أفراد الأمن، وهو ما دفع القوات الأمنية، بعد ذلك، إلى ملاحقة المهاجمين “الذين تحصنوا في المنازل، واستخدموا الأسلحة الخفيفة وقذائف آر بي جي، في مواجهة قوات الأمن”.
وتوعدت إدارة أمن عدن، في ختام بيانها، بأنها “ستضرب بيد من حديد كل من يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار، ولن تتهاون في التعامل مع تلك العناصر التخريبية، وتطويق ومداهمة أوكارها لتنال جزاءها العادل”.
وتزامنت الاشتباكات التي شهدتها عدن مع تجدد المواجهات في محافظة أبين بين القوات الحكومية المدعومة من عناصر الإخوان وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى جانب تصعيد إخواني ممول من قطر في جنوب محافظة تعز (شمال عدن).
وتحدثت مصادر متطابقة عن حملة ملاحقة وتنكيل واعتقال تقوم بها مجاميع مسلحة تنتمي إلى قوات الحشد الشعبي، المدعومة من قطر ومحور تعز العسكري الذي يهيمن عليه حزب الإصلاح.
وقامت تلك العناصر، وفقاً للمصادر، بنصب النقاط الأمنية في مدينة “التربة” ومنطقة “المعافر”، وشرعت في نهب أسلحة ومعدات اللواء 35 مدرع، واعتقال العشرات من ضباط ومنتسبي اللواء، بعد يوم واحد من تمكين ضابط موالٍ للإخوان من استلام قيادة اللواء خلفاً للعميد عدنان الحمادي، الذي كشفت تحقيقات سابقة عن تورط قيادي إخواني في عملية اغتياله، أواخر عام 2019.