قصيدة الأيام الخضر للشاعر عبدالله البردوني

يمن بوست/ ميديا 

بردونيات 

يا رفاقي … إن أحزنت أغنياتي
فالمأسي … حياتكم وحياتي
إن همت أحرفي دما فلأنّي
يمنّي المداد … قلبي دواتي
أمضغ القات كي أبيت حزينا
والقوافي تهمي أسّى غير قاتي
أنا أعطي ما تمنحون احترافي
فالمرارات بذركم ونباتي
غير أنّى ـ ومدية الموت عطشى
في وريدي ـ أشدو فألغي وفاتي
فإذا جئت مبكيا فلأنّي
جئتكم من مماتكم ومماتي
عاريا … ما استعرت غير جبيني
شاحبا … ما حملت غير سماتي
جائعا .. من صدى (ابن علوان) خبزي
ظامئا من ذبول (أروى) سقاتي
ربما أشتهي وأنعل خطوي
كلّ قصر يومي إليك فتاتي
أقسم الجدّ … لو أكلنا بثدي
لقمة من يد … أكلت بناتي
قد تقولون ذاتي الحسّ … لكن
أيّ شيء أحسّ ..؟ من أين ذاتي ؟
كلّ هذا الركام جلد عظامي
فإلى أين من يديه انفلاتي ؟
يحتسي من رماد عينيه لمحي
يرتدي ظلّ ركبتيه التفاتي
تحت سكيّنة تناءى اجتماعي
وإلى شدقه تلاقي شتاتي
آخر الليل … أولّ الصبح .. لكن
هل أحسّت نهودها أمسياتي
هل أداري أحلامكم فأغنّي ؟
للأزاهير واللّيالي شواتي …
عندما يزهر الهشيم سأدعو :
يا كؤوس الشذى خذيني وهاتي
الشتاء الذي سيندى عفيفا
يبتدي موسم الورود اللواتي …
ليس قصدي أن تيأسوا ، لحطاكم
قصة من دم الصخور العواتي
يا رفاقي في كلّ مكسر غصن
ـ إن توالى الندى ـ ربيع ، مواتي
يرحل النبع للرّفيف ويفنى
وهو يوصي : تسنبلي يا رفاتي
والروابي يهجسن : في ما وقوفي
هل هنا يا مدى … سأرمي ثباتي ؟
سوف تأتي أيامنا الخضر لكن
كي ترانا نجيؤها قبل تأتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *