تقرير حديث: نحو 400 حوثي قتلوا نتيجة عملية «الراكب الخشن» الأمريكية

كشف تقرير حديث صادر عن مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (ACLED) عن تفاصيل مهمة حول العملية العسكرية الأمريكية المكثفة ضد مليشيا الحوثي الإرهابية في شمال اليمن.

وقال التقرير، إن العملية التي حملت اسم “الراكب الخشن” امتدت لفترة زمنية محددة من 15 مارس إلى 5 مايو 2025، وشملت 461 غارة جوية وهجومًا بطائرات بدون طيار، مما يعكس حجم الاستثمار العسكري الأمريكي في هذه الحملة.

وتشير الأرقام إلى أن العملية أسفرت عن مقتل 515 شخصًا على الأقل، وهو رقم يكشف عن عدة جوانب مهمة، فمن بين هؤلاء، قُتل 384 من مقاتلي الحوثيين مقابل 131 مدنياً، وهي نسبة تثير تساؤلات حول دقة الاستهداف وفعالية العملية في تحقيق أهدافها العسكرية مع تقليل الخسائر المدنية.

هذه الأرقام تحمل دلالات استراتيجية مهمة، فخسارة ما يقرب من 400 مقاتل تمثل ضربة كبيرة للقدرات العسكرية للحوثيين، خاصة إذا كان هؤلاء من الكوادر المدربة أو القادة الميدانيين. في المقابل، فإن الخسائر المدنية البالغة 131 قتيلاً تطرح تحديات أمام الولايات المتحدة من ناحية الرأي العام الدولي والمحلي.

اتفاق وقف إطلاق النار وتحول الديناميكيات
الجانب الأكثر إثارة للاهتمام في هذا التقرير هو الكشف عن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 6 مايو، والذي يحمل عدة دلالات استراتيجية وفقًا للتقرير.

وأوضح التقرير أن الحملة العسكرية الأمريكية تظهر أنها حققت هدفاً محدداً وهو إيقاف الهجمات على السفن الأمريكية وسفن الحلفاء، مما يشير إلى نجاح نسبي للضغط العسكري.

مخاطر التصعيد والمؤشرات المستقبلية
التقرير يحذر من مخاطر تجدد التصعيد، وهو تحذير له ما يبرره لعدة أسباب، منها اتفاق وقف إطلاق النار بين أمريكا والحوثيين محدود النطاق ولا يشمل الصراع مع إسرائيل، مما يخلق ديناميكية معقدة قد تؤدي لانهيار الترتيبات.

بينما تركز الولايات المتحدة على الأمن البحري، تركز إسرائيل على منع التهديدات المباشرة لأراضيها، وهذا التباين في الأولويات قد يخلق تعقيدات في التنسيق.

ويقول التقرير، إن الاتفاق الأمريكي، جعل الحوثيين يحتفظون بقدرة على التصعيد في جبهات متعددة، وهو ما يعني أن أي خرق لمعايير وقف إطلاق النار قد يؤدي لتصعيد أوسع.

ويشير إلى أن هذه المعطيات تكشف عن تطور مهم في ديناميكيات الصراع الإقليمي، حيث نجحت القوة العسكرية الأمريكية في تحقيق هدف محدد، لكنها لم تحسم الصراع بشكل نهائي، في المقابل، أظهر الحوثيون مرونة تكتيكية ولكن أيضاً قدرة على نقل التصعيد لجبهات أخرى.

هذا النمط يشير إلى أن الصراع في المنطقة يتجه نحو إدارة الأزمات بدلاً من الحلول الجذرية، مع بقاء احتمالات التصعيد قائمة بناءً على تطورات أخرى في المنطقة، وخاصة في غزة والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني الأوسع.