تنديداً بفساد الحكام.. صرخة من لبنان بأوراق نقدية وهمية

فيما يعيش اللبنانيون احدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم برمته خلال التاريخ الحديث، وسط تفشي الفساد وارتفاع معدل الفقر والبطالة وخسارة معظم الناس أموالهم التي حفظوها في المصارف، أطلق ناشطون لبنانيون صرخة غضب.

أتت تلك الصرخة بشكل تعبيري عبر حملة توزيع لأوراق نقدية وهميّة تحمل رسومات عدّة عليها مصرف مركزي مدمر، وانفجار مرفأ بيروت المروّع فضلاً عن حرائق الغابات التي انتشرت العام الماضي، تنديداً بتفشي الفساد الذي نخر مؤسسات البلاد كافة.

فقبل موعد الانتخابات البرلمانية المقررة غداً الأحد، أطلقت “الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية – لا فساد” حملة أمس الجمعة لحثّ المواطنين على استخدام أوراق لولار وهمية، تولّت طباعتها وتحمل رسومات للفنان البريطاني المقيم في بيروت توم يونغ مستوحاة من الأزمات التي عصفت بالبلاد في السنوات الأخيرة.

لولار .. حملة في لبنان ضد الفساد (فرانس برس)

لولار .. حملة في لبنان ضد الفساد (فرانس برس)

رفض الفساد

وجال ناشطو الجمعية في ثلاثة أحياء في بيروت ومحيطها، مصطحبين معهم صرافاً آلياً وهمياً تحت عنوان “لولار عملة الفساد”.

فيما قالت مسؤولة التواصل في الجمعية هازار عاصي لوكالة فرانس برس “عندما يقبل الناس على صناديق الاقتراع، عليهم أن يتخذوا خيارهم على أساس المساءلة ورفض الفساد الذي يؤثر على حياتنا جميعاً”.

حملة في لبنان ضد الفساد (فرانس برس)

حملة في لبنان ضد الفساد (فرانس برس)

يذكر أن الليرة اللبنانية خسرت، على وقع الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة منذ خريف 2019، خ أكثر من تسعين في المئة من قيمتها أمام الدولار في السوق الموازية.

فيما بات اللبنانيون عاجزين عن سحب ودائعهم بالدولار جراء قيود مصرفية صارمة، إلا أنه يُسمح لهم وفق إحدى التعاميم الصادرة عن مصرف لبنان سحبها بالليرة وفق سعر صرف قدره 8000 ليرة. وقد أطلق خبراء اقتصاديون على تلك الدولارات المحجوزة تسمية “لولار”.

بالتزامن مع تلك الأزمة الخانقوة يُنظم لبنان غداً انتخابات برلمانية هي الأولى بعد الاحتجاجات الشعبية ضد السلطة والأزمة الاقتصادية، لكن لا يتوقع العديد من المحللين أن تحدث تغييراً في المشهد السياسي، مع وجود سلطة متجذّرة وتخبّط بعض مجموعات المعارضة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *