تواصل العمليات العسكرية الروسية.. وكييف تحذر من حرب عصابات

شهر ثانٍ من العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا يبدأ، اليوم السبت، فيما تستمر موسكو في استهداف البنية العسكرية لكييف وسط مقاومة أوكرانية، فيما يزيد الغرب من الضغوط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإجباره على التراجع.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير مستودع للذخيرة والأسلحة في منطقة جيتومير بصواريخ “كاليبر”، كما أعلنت إسقاط 3 مقاتلات أوكرانية، و6 مسيرات، وتدمير 117 منشأة عسكرية أوكرانية خلال يوم واحد.

هذا وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن من المرجح أن تستمر روسيا في استخدام قوتها النارية الثقيلة في المناطق الحضرية بأوكرانيا للحد من خسائرها “الكبيرة بالفعل”، على حساب وقوع المزيد من الضحايا المدنيين، مشيرة إلى أن روسيا تواصل محاصرة عدد من المدن الأوكرانية الكبرى بما في ذلك خاركيف وتشيرنيهيف وماريوبول.

وأضافت أن القوات الروسية تحجم عن الانخراط في عمليات برية واسعة النطاق بالمناطق الحضرية، وتفضل الاعتماد على ما وصفته بالاستخدام العشوائي للقصف الجوي والمدفعي في مسعى “لتحطيم معنويات” القوات الأوكرانية.

هذا وأعطت موسكو إشارات الجمعة تدل على أنها خفّضت سقف طموحاتها في أوكرانيا مركزة على الأراضي التي يطالب بها الانفصاليون المدعومون من روسيا، في الوقت الذي واصلت فيه القوات الأوكرانية هجوماً لاستعادة بلدات على مشارف العاصمة كييف.

وفي آخر التطورات، قال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية الجنرال كيريلو بودانوف إن الروس سيعيشون “جحيما حقيقيا” في أوكرانيا، مشددا على أن الجيش الروسي “القروسطي” سيواجه حرب عصابات مستمرة من جانب الأوكرانيين.

وصرح الجنرال بودانوف الذي كان يتحدث باللغة الأوكرانية من كييف، للأسبوعية الأميركية “ذا نيشن” The Nation: “لقد ارتكبت القيادة الروسية الكثير من الأخطاء، ونحن نستخدم هذه الأخطاء”.

وأضاف الجنرال الشاب البالغ 36 عاما، والذي انضم إلى الجيش بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتم تدريبه على أساليب حلف شمال الأطلسي: “الجيش الأوكراني أظهر أن الجيش الروسي، ثاني جيش في العالم، لم يكن سوى مجرد أسطورة. إنه يقوم على تركيز للقوة على شاكلة العصور الوسطى وعلى أساليب قتالية قديمة”، بحسب تعبيره.

وأكد خلال المقابلة “لدينا الكثير من المخبرين داخل الجيش الروسي، ليس في صفوفه فحسب ولكن أيضًا في دائرته السياسية وداخل قيادته”.

وعلى مدى شهر منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا، واجه الروس مقاومة شديدة من قوات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وتوقفوا عند بوابات كييف.

العملية العسكرية تسببت حتى الآن في تشريد حوالي ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة بعيدا عن ديارهم. وفر أكثر من 3.7 مليون منهم إلى الخارج، نصفهم إلى بولندا التي زارها الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة.

وأفادت منظمة الصحة العالمية بشن 70 هجوما على المستشفيات وطواقم الإسعاف منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

وتجمدت خطوط القتال بالقرب من كييف منذ أسابيع مع وجود رتلين كبيرين من المدرعات الروسية عالقين إلى الشمال الغربي وإلى الشرق من العاصمة. وتحدث تقرير للمخابرات البريطانية عن هجوم أوكراني مضاد دفع الروس إلى التراجع في الشرق.

وأشار التقرير إلى أن “الهجمات المضادة الأوكرانية وتراجع القوات الروسية عن خطوط الإمداد المنهكة أتاح لأوكرانيا إعادة السيطرة على البلدات والمواقع الدفاعية حتى 35 كيلومترا شرق كييف”. وأمدت بريطانيا أوكرانيا بأسلحة وتدريبات عسكرية.

وفي إعلان يشير فيما يبدو إلى تقليص الأهداف، قالت وزارة الدفاع الروسية إن المرحلة الأولى من عمليتها اكتملت تقريبا وإنها ستركز الآن على “تحرير” منطقة دونباس الشرقية الانفصالية.

وقال سيرجي رودسكوي رئيس إدارة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة الروسية “تم تقليص القدرات القتالية للقوات المسلحة الأوكرانية بشكل كبير مما يجعل من الممكن تركيز جهودنا الأساسية على تحقيق الهدف الرئيسي وهو تحرير دونباس”.

وقالت الأمم المتحدة إنها تأكدت من مقتل 1081 مدنيا وإصابة 1707 بجروح في أوكرانيا منذ بدء الحرب، مضيفة أن الحصيلة الحقيقية أكبر على الأرجح.

وأفادت وكالة “إنترفاكس” للأنباء، نقلا عن وزارة الدفاع الروسية، أن 1351 جنديا روسيا قتلوا و3825 أصيبوا بجروح. وتقول أوكرانيا إن عدد القتلى من الجنود الروس يبلغ 15 ألفا.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية التزامها بمعايير القانون الإنساني الدولي في معاملة الأسرى الأوكرانيين، وأنها تتيح لهم الاتصال بذويهم وتقدم لهم الرعاية الصحية وثلاث وجبات غذائية يوميا.

وشدد ميزينتسيف على عدم ممارسة أي عنف أو ضغط نفسي على الأسرى الأوكرانيين، مؤكدا منحهم فرصة التواصل مع عوائلهم.

وأكد أن روسيا تتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في هذه المسألة.

وحمّل ميزينتسيف كييف عن انتهاك أبسط المعايير الإنسانية ومتطلبات اتفاقية جنيف الثالثة بشكل صارخ في تعاملها مع الأسرى الروس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *