نافذة جديدة لمقاربة التجربة الإصلاحية للرئيس الحمدي

يمن بوست/ مقالات 

كتب/ سامي غالب

يستحق كتاب “رسائلي إلى الشهيد الحمدي” للمفكر اليساري الراحل محمد علي الشهاري الاحتفاء لسببين:

الأول، أن الكتاب كان محظورا في اليمن قبل الوحدة اليمنية (22 مايو 1990) وغير متوفر بعدها، وصدوره يندرج ضمن “الحق في المعرفة”، فالشهاري برسائله يتيح نافذة جديدة لمقاربة تجربة الرئيس الحمدي بمعزل عن تحيزات محبيه وكارهيه، محجما أثر الاستقطابات الناجمة عن جريمة اغتياله، ومقوضا الدعاوى اللاحقة على استشهاده خصوصا من بعض فصائل اليسار التي عارضته بشدة باعتباره ممثلا ل”اليمين المحافظ” في صنعاء ثم استثمرت، بعد مقتله، شعبيته الجارفة في معارضة نظام الرئيسين أحمد الغشمي وعلي عبدالله صالح.

الثاني، أن الشهاري لا يؤرخ في كتابه بل يعرض مراسلاته مع بعض الهوامش والإيضاحات المتصلة بتقييمه المتفرد، كيساري، لنظام الرئيس إبراهيم الحمدي.

وهو بمراسلاته إلى إبراهيم الحمدي (رئيس الجمهورية العربية اليمنية 1974_1977) وقيادات الدولة في “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”، وإلى قيادات حزب البعث العراقي (المناوئ بشدة). وهو يتبدى يساريا منشقا بالنظر إلى أن موقفه من الرئيس الحمدي كان مغايرا لموقف فصائل اليسار في اليمن الشمالي التي كانت تعارض الرئيس الحمدي حد تحالفها في فبراير 1976 مع حزب البعث العراقي (إعلان الجبهة الوطنية الديمرقراطية).

عند هذه النقطة يمكن فهم إصرار الشهاري على ان يتضمن كتابه “رسائلي إلى الشهيد الحمدي” رسائله إلى قادة اليمن الجنوبي والقيادي البعثي البارز المقيم في بغداد الدكتور قاسم سلام.

هذا ليس كتاب تاريخ لكنه يقدم مادة ثمينة للباحثين والمؤرخين.

بكلمة أخرى فإن الشهاري المقيم في القاهرة عهدذاك كلاجئ سياسي (أو سياسي منفي) يتعين الآن، بعد مرور 4 عقود ونصف على مراسلاته، “مؤرخا” فالسياسي_ كما يقول أساتذة التاريخ_ هو “مؤرخ اللحظة الراهنة”!

رابط الكتاب:

رسائلي إلى الشهيد الحمدي

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *