قيادي حوثي يحرّف القرآن ويزعم «الاصطفاء الإلهي»: استعباد جديد باسم الدين!

في حلقة جديدة من مسلسل المتاجرة بالدين والتضليل العقائدي، خرج أحد قادة مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعو حمود شرف الدين، بمنشور على منصة “إكس” يواصل فيه عبث الجماعة بالنصوص الدينية، محرفًا معاني القرآن الكريم، ومروجًا لفكر عنصري سلالي مقيت.

القيادي الحوثي لم يكتفِ بتجاوز حدود الفهم الصحيح للآية الكريمة:
“يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ”،بل قلب المعنى رأسًا على عقب، ليزعم أن الله اصطفاه “هاشميًا” ليطاع، وأن على الناس الامتثال له، وكأن السماء أنزلت وحيًا جديدًا يكرّس العبودية باسم “الولاية” المزعومة!

وفي نوبة هذيان عنصرية، قال شرف الدين:
“لو كنت قبيلي لجعلت الهاشمي فوق رأسي… لكن الله اختار لي أن أكون هاشميًا وهذا فضل من الله، وأنتم مأمورون بطاعتي”!

تصريحات تعكس بوضوح الحالة التي وصلت إليها هذه الجماعة: مشروع سلالي رجعي يحاول إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، متجاهلًا أن الدين الإسلامي جاء ليهدم التمييز الطبقي والعنصري، لا ليؤسس له.

والأدهى أن هذا الخطاب يُروّج كـ”تأصيل ديني”، بينما هو في الحقيقة غلاف مزيف لهيمنة سياسية بقناع مذهبي. فـ”أولي الأمر” الذين أُمر المسلمون بطاعتهم، ليسوا قادة مليشيات ولا سلاليين يدّعون الحق الإلهي، بل من يُنتخبون ويُحاسبون ويُخضعون للشرع والقانون.

إنّ تصريحات هذا القيادي ليست زلة لسان، بل انعكاس لعقيدة جماعة ترى نفسها فوق اليمنيين، وتؤمن أن الله خلقهم “أسيادًا” والبقية “عبيدًا”.

ولذا، فإن معركة اليمنيين اليوم مع الحوثيين ليست فقط مع انقلاب سياسي، بل مع فكر عنصري متخلف لا يعترف بالمساواة ولا بكرامة الإنسان.

ويقول متخصصون في الشأن اليمني، إن أمثال حمود شرف الدين، حين يتحدثون عن الاصطفاء، فإنهم لا يتحدثون باسم الله، بل باسم غرورهم وخرافاتهم، التي تتهاوى أمام كل آية من كتاب الله، وأمام كل حرّ أبيّ من أبناء اليمن.