التوافق على اختيار سالم بن بريك رئيسًا للوزراء وسط توترات سياسية

كشفت مصادر مطلعة، عن أنه تم التوافق على اختيار رئيسًا جديدًا للوزراء بدلًا عن رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك بعد توترات بينه وبين مجلس القيادة الرئاسي وفشله في إدارة الحكومة اليمنية.

وقال الصحفي اليمني فتحي بن لزرق، عبر منصة إكس، أنه تم التوافق في مجلس القيادة الرئاسي اليمني على اختيار سالم بن بريك، وزير المالية الحالي، رئيسًا جديدًا للوزراء في حكومة الشرعية، خلفًا للدكتور أحمد عوض بن مبارك.

يأتي هذا القرار في ظل تصاعد التوترات السياسية وتدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، مما أثار تساؤلات حول أسباب هذا التغيير المفاجئ.

مغادرة بن مبارك إلى الرياض
في سياق متصل، غادر رئيس الوزراء الحالي، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، العاصمة المؤقتة عدن متوجهاً إلى الرياض، الخميس 1 مايو 2025، على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية، برفقة عدد من أعضاء مكتبه، وفقًا لمصدر في مطار عدن الدولي تحدث لصحيفة “عدن الغد”.

وتزامنت هذه المغادرة مع عقد اجتماع لمجلس القيادة الرئاسي دون حضور بن مبارك، مما عزز التكهنات حول إمكانية إعفائه من منصبه.

أسباب التوترات
تشير المعلومات المتوفرة إلى أن الأسباب الرئيسية للتوترات بين حكومة أحمد عوض بن مبارك ومجلس القيادة الرئاسي تتمحور حول عدة قضايا سياسية واقتصادية وإدارية:

التدهور الاقتصادي: شهدت فترة حكومة بن مبارك انهيارًا مستمرًا في قيمة الريال اليمني، حيث تجاوز سعر الدولار 2200 ريال بنهاية عام 2024، مقارنة بـ1300 ريال في نهاية فترة سلفه معين عبد الملك.

هذا التدهور أثار استياءً شعبيًا واسعًا، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، حيث أشار مواطنون إلى ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية.

غياب الشفافية الإدارية: لم تقدم حكومة بن مبارك برنامجًا حكوميًا واضحًا للبرلمان أو مجلس القيادة الرئاسي، كما لم تقدم موازنة قابلة للرقابة، مما اعتبره مراقبون مؤشرًا على ضعف الحوكمة وانعدام الشفافية، كما شهدت الأشهر الأخيرة تسريبات لوثائق داخلية تهدف إلى الإضرار بالحلفاء، مما زاد من التوترات الداخلية.

التنافس المناطقي: أشار ماجد المذحجي، رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، إلى أن تعيين بن مبارك في فبراير 2024 جاء استجابة لضغوط لإعادة التوازن المناطقي بين الشمال والجنوب، لكن هذا القرار لم يحل الخلافات الداخلية داخل المجلس الرئاسي. التنافس بين الأطراف السياسية، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي، أثر على استقرار الحكومة.

ضعف الشرعية الدستورية: لم يحصل بن مبارك على موافقة البرلمان، مما جعل شرعيته الدستورية موضع جدل. هذا العامل زاد من التحديات التي واجهتها حكومته في فرض سلطتها وكسب ثقة المواطنين.

الضغوط الخارجية: تعرضت حكومة بن مبارك لضغوط إقليمية ودولية، خاصة في ظل هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وتداعياتها على الملاحة البحرية. قرار بن مبارك زيارة موسكو في فبراير 2024، كأول محطة خارجية له، أثار انتقادات بسبب سوء تقدير التوازنات الدولية في ظل الصراع بين القوى الكبرى.

من هو سالم بن بريك؟
سالم بن بريك، المرشح لتولي رئاسة الوزراء، يمتلك خبرة واسعة في القطاع المالي والجمركي.

شغل منصب نائب وزير المالية بين 2018 و2019، ورئيس مصلحة الجمارك بين 2014 و2018.

كما تولى مناصب إدارية عليا في المنطقة الحرة بعدن، وجمارك ميناء الحديدة، وجمارك منفذ الطوال الحدودي بحرض، وجمارك ميناء المكلا.

يُنظر إلى تعيينه كمحاولة لتعزيز الإدارة الاقتصادية في ظل الأزمة الحالية، رغم الجدل حول أدائه كوزير للمالية، حيث اقترب سعر الصرف من 3000 ريال للدولار.

توقعات المستقبل
يترقب اليمنيون الخطوات القادمة لهذه التغييرات، وسط آمال بتحسين الأوضاع الاقتصادية وتعزيز الاستقرار السياسي.

ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر أمام الحكومة الجديدة هو استعادة ثقة المواطنين ومعالجة الأزمة الإنسانية التي تعتبر الأكبر عالميًا.