الصليب الأحمر: فيروس كورونا في ذيل هموم اليمنيين مع اشتداد الأزمة الإنسانية

يمن بوست/ تقارير

وكالات  

في معركة البقاء على قيد الحياة خلال أزمة إنسانية متصاعدة، يظهر أن الفيروس التاجي هو القلق الأخير بالنسبة لليمنيين، وفقاً لما صرح به مسؤول إنساني كبير لصحيفة “ناشيونال”، يوم الثلاثاء.

إن الأفراد الذين يعيشون في أخطر مناطق الشرق الأوسط، مثل مخيمات اللاجئين ومناطق الصراع، لديهم مخاوف أكثر إلحاحاً من الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من مليوني شخص في جميع أنحاء العالم.

وقال فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر: “جائحة كوفيد-19 ليست بالمشكلة رقم واحد. كنت في اليمن، وقلت: “يا إلهي إنه منقطع تماماً”، إن الأولوية بالنسبة للناس في تلك المنطقة هي في البقاء على قيد الحياة”.

يواجه اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث أن الحرب والجوع وانقطاع المساعدات تجعل الحياة اليومية مستحيلة تقريباً بالنسبة لليمنيين العاديين.

أدى النزاع الذي اندلع في عام 2015، إلى تعطيل نظام الرعاية الصحية في اليمن، بما جعله غير قادر على التعامل مع الوباء أو الاستجابة لأي أمراض أخرى.

ويعاني ما يقرب من مليوني طفل من سوء التغذية الحاد، وقبل مجيء الفيروس التاجي، كانت البلاد تقاوم من أجل التصدي لأمراض مثل حمى الضنك والملاريا والكوليرا.

إن ارتفاع مستويات التضخم ونقص الكهرباء والوقود يجعل أسعار الغذاء والدواء والسلع الأساسية باهظة الثمن بالنسبة لليمنيين العاديين، مما يجعل حياتهم صعبة للغاية.

وقال السيد كاربوني: “الأمر لا يتعلق بالصحة، بل بالقدرة على النجاة في هذه الأنواع من البيئات القاتمة. لا ينبغي علينا أن ننظر إلى رواية كوفيد بعيون الأثرياء، والتي ستكون في رأيي ضيقة”.

ودعا الدول الثرية في أوروبا عند تخصيص المساعدات إلى بحث كيفية تأثير الفيروس على الدول التي تكافح مشاكل أخرى.

وبالنسبة لمناطق الصراع في المنطقة، فإن الآثار المدمرة للحرب تُدمر الاقتصادات، مما يجعل من الصعب على الناس توفير الطعام، أو الحصول على الرعاية الصحية المناسبة والمياه النظيفة والصرف الصحي.

وأضاف كاربوني: “كنت في اليمن قبل عشرة أيام، أشاهد الناس في الشوارع، وحينها تدرك أن الناس ليسوا بصحة جيدة. لا تحتاج إلى تقييم متطور للاحتياجات لمعرفة حال الشعب اليمني، عليك فقط أن تشاهد”.

قال: “ترى الأطفال يذهبون إلى المدرسة وكثير منهم هزيلون، كما يمكنكم ملاحظة هذا”.

تعتقد اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الأزمة الإنسانية في اليمن هي نتيجة لعدم الاستقرار السياسي الذي واجهته البلاد منذ اندلاع الحرب في عام 2014.

وأشار السيد كاربوني: “كمنظمة إنسانية، ينبغي علينا أن نُذكَر الدول والناس والجماعات غير المسلحة بأن ما نسميه أو يسمونه بـ (الأزمة الإنسانية) هي أزمة سياسية”.

وقال إن المنظمة الإنسانية لا يمكنها إحلال السلام لمعالجة الأزمة في اليمن أو سوريا أو ليبيا. وبدلاً من ذلك، فإنها تقوم بعمل إنساني، وأن ذلك هو نتيجة للفشل السياسي.

وقال: “هذه هي دعوتنا لعام 2021، وكانت هي نفسها في 2020 و2019”.

افتتحت المنظمة الإغاثية مركزاً لعلاج الفيروس التاجي، يقدم الرعاية المجانية للجميع، في مدينة عدن اليمنية، في 20 سبتمبر 2020.

وجهة نظر مختلفة حول العمل الإنساني

يعتقد السيد كاربوني أن المجتمع الدولي يحتاج إلى منظور مختلف حول ماهية العمل الإنساني الذي يمكن أن يتصدى للتحديات في المنطقة.

وقال السيد كاربوني: “يجب أن يكون العمل الإنساني مستداماً حتى تحدث آثار طويلة الأجل في المنطقة”.

ولا تكفي الاستجابات القصيرة الأجل، مثل الإجراءات الطارئة، لإحداث تغييرات كبيرة.

وقال إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستخصص ميزانية قدرها 2.3 مليار فرنك سويسري، أي بما يعادل (2.58 مليار دولار أمريكي) للعام 2021.

وفي العام الماضي، وجهت المنظمة نداءً للحصول على 2.2 مليار فرنك سويسري لتمويل عملياتها الميدانية ومقراتها. وتوجد أكبر عملياتها من حيث حجم الميزانية في سوريا (191.6 مليون فرنك سويسري)، وجنوب السودان (128.1 مليون فرنك سويسري)، واليمن (120.9 مليون فرنك سويسري)، والعراق (113.7 مليون فرنك سويسري)، ونيجيريا (104.6 مليون فرنك سويسري).

يواجه اليمن وحده أزمة تمويل بعد أن قررت الإدارة الأمريكية السابقة للرئيس دونالد ترامب وغيرها من الدول الغربية، العام الماضي، خفض المساعدات لمنع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران من عرقلة أو حرف الأموال عن مقاصدها.

وقد زادت هذه الخطوة من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.

وأضاف كاربوني، أن “الشيء الوحيد الذي يمكن أن نقوله هو إن الوضع في اليمن صادم بشكل خطير”.

لم يتم بعد دفع مئات الملايين من الدولارات التي تعهدت بها الدول المانحة خلال مؤتمر المساعدات الذى عقد العام الماضي.

وبلغ إجمالي التعهدات المقدمة 1.61 مليار دولار فقط، وهذا هو أقل من نصف تمويل عام 2019.

“بعض الدول أعادت توجيه مواردها البشرية نحو أولوياتها الداخلية في ظل فيروس كورونا، والبعض الآخر يبقى ملتزماً”.

وهذا العجز يشكل عقبات أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وقال السيد كاربوني إنه من الصعب مطالبة الدول بزيادة مساهماتها.

وأضاف: “نرى أن العمل الإنساني يجب أن يستند إلى الحاجات وليس إلى المصلحة السياسية”.

وجدت اللجنة الدولية أن بعض الدول لم تُبقَ ملتزمة بهذا المبدأ، الأمر الذي جعل من الصعب على المنظمة أن تبقى طرفاً محايداً في منطقة النزاع.

يقول البعض “إننا سنقدم لك شيئاً، ولكن فقط إذا ساعدت هؤلاء الناس، ولكن ليس هؤلاء، وهذا أمر صعب علينا. نحن نحاول شرح وجهة نظرنا والمشاركة وليس الحكم”.

ومن خلال تفادي هذا التحدي، تعطي المنظمة الأولوية وتركز على “الدول الأكثر احتياجاً، وهي البلدان الأكثر تضرراً من العنف والصراع”.

——————————-

ترجمة: عبدالله قائد- ترجمة خاصة بصحيفة الشارع 

نُشر هذا التقرير في صحيفة ذي ناشيونال بتاريخ 27 يناير 2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *