قصيدة: صنعاء والحلم والزمان

يمن بوست/ ميديا 

بردونيات 

وُلـدَت صـنعاءُ بـسبتمبرْ
كـي تـلقى الموتَ بنوفمبرْ
لـكـن كـي تـولد ثـانيةً
فـي مايو … أو في أكتوبرْ
فـي أوَّلِ كـانون الـثاني
أو فـي الـثاني من ديسمبرْ
مـا دامـتْ هـجعتُها حُبلى
فـولادتُـها لن تـتأخَّرْ
رُغـم الـغثيان تَحنُّ إلى:
أوجـاعِ الطلَّق ولا تضجرْ
***
يُـنبي عـن مـولِدها الآتي
شـفـقٌ دامٍ فـجرٌ أشـقرْ
مـيـعادٌ كـالثَّلجِ الـغافي
وطـيوفٌ كـالمطر الأحمرْ
أشـلاءٌ تـخفقُ كـالذكرى
وتـنـامُ لـتحلُم بـالمحشَرْ
ورمادُ نـهـارٍ صـيفيٍّ
ودخـانٌ كـالحلم الأسـمرْ
ونداءٌ خـلف نـداءاتٍ
لا تـنسَ «عبلةَ» يا «عنترْ»
أسـمـاءٌ لا أخـطارَ لـها
تـُنبي عـن أسـماءٍ أخطرْ
***
هل تدري صنعاءُ الصَّرعى
كيف انطفأتْ؟ ومتى تُنشرْ؟
كـالمُشمش مـاتت واقـفةً
لـتُـعدَّ الـميلادَ الأخـضرْ
تـندى وتَـجِفُّ لكي تَندى
وتـرِفُّ تَـرِفُّ لكي تَصْفَرْ
وتـمـوت بـيومٍ مـشهورٍ
كـي تُـولَد فـي يومٍ أشهرْ
تـرمـي أوراقاً مـيِّتةً
وتُـلَّوِّحُ بـالورق الأنضَرْ
وتَـظلُّ تـموتُ لـكي تَحيا
وتـموتُ لـكي تـحيا أكثرْ

إبريل ١٩٧٠م
#البردوني
قصيدة: صنعاء والحلموالزمان
ديوان: لعيني أم بلقيس
#يمن_بوست

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *