رئيس البرلمان ينفجر في وجه المبعوث الأممي إلى اليمن

يمن بوست/ متابعات 

الرياض 

وصل المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، أمس، إلى العاصمة السعودية الرياض، والتقى بمسؤولي الحكومة الشرعية اليمنية، وعرض عليهم المسودة النهائية لـ”الإعلان المشترك”، بعد أن أجرى تعديلات عليه، إثر تواصله مع قادة جماعة الحوثي، ويفترض أن يتم بموجب ذلك الإعلان عن إيقاف إطلاق النار في اليمن، والبدء بالترتيبات السياسية للحل السياسي في البلاد.

وقالت صحيفة البيان الإماراتية إن المبعوث الأممي أجرى تعديلات على مسودة الاتفاق، استوعبت المخاوف الحكومية من الرقابة على ميناء الحديدة، ونهب إيراداتها، وتهريب الأسلحة، ومطار صنعاء الدولي. وجاء ذلك بعد أن كان الرئيس هادي رفض، وحكومته، الشهر الفائت، لقاء غريفيث، عند زيارته الرياض، احتجاجاً على صمت الأمم المتحدة على تصعيد جماعة الحوثي في مأرب، وتغاضيها عن رفض جماعة الحوثي تنفيذ بنود اتفاق ستوكهولم في الحديدة.

وأمس، استقبل الرئيس هادي المبعوث الأممي، في مقر إقامته في الرياض، و”جدد موقف اليمن الدائم نحو السلام”، وأشار إلى “جملة التنازلات التي قدمتها الحكومة الشرعية في سبيل ذلك، والتي للأسف لم تقابل الاّ بصلف وتعنت وتمرد جماعة الحوثي”.

وأكد الرئيس على “دعمه الدائم لجهود الأمم المتحدة لإرساء السلام في اليمن، وفقاً للمرجعيات وقرارات الشرعية الدولية”، وقال: “وفي هذا السياق، أكدنا دعمنا لعمل المبعوث للسير نحو تحقيق أهداف وتطلعات السلام المرجوة، إلا أن النتائج على الأرض، منذ اتفاق ستوكهولم، تشير وبوضوح إلى عدم اكتراث الحوثيين، أو حرصهم، لتنفيذ بنوده/ بل وتجاوز مدده الزمنية”.

ووفقاً لوكالة الأنباء الحكومية (سبأ)، فقد قال الرئيس هادي للمبعوث الأممي: “نتطلع إلى عمل ملموس على الأرض بعيداً عن العمل الإعلامي، الذي يخلط الأوراق دون تحقيق نتائج ملموسه وتخلق الإحباط لدى الشارع اليمني وكذلك الحال فيما يتعلق بملف تبادل الأسرى”.

بدوره، قال غريفيث إن “المجتمع الدولي يراقب عن كثب الوضع في اليمن، بصورة عامة، ويثمن جهود الرئيس هادي في هذا الإطار”.

بعد لقاءه بالرئيس هادي، عقد المبعوث الأممي لقاءً آخر، أمس أيضاً في الرياض، مع رئيس مجلس النواب، الشيخ سلطان البركان.

وفي اللقاء، حَمَّل رئيس البرلمان  “الأمم المتحدة، ومبعوثها الخاص إلى اليمن، المسؤولية الكاملة عن الممارسات التي يقوم بها الحوثيون ضد الشعب اليمني، معتبراً مواقف الأمم المتحدة متماهية مع ممارسات الحوثي”.

وقال البركاني، مخاطباً غريفيث: “إن السلام هو خيار المؤمنين به، وليس جماعة الحوثي التي تخرق كل الاتفاقات وهي اليوم تخرق اتفاق ستوكهولم في الحديدة، وتقتل الأنفس البريئة، وتهدم المنشآت الخدمية، وتحرق المنشآت الصناعية منها المجمع الصناعي لمجموعة إخوان ثابت في الحديدة، واحراق مخازنها ومنشآتها، في خرقٍ واضح لاتفاق ستوكهولم، وغيرها من المنشآت وقيامها بتحويل مناطق الدريهمي وأرياف الحديدة إلى مسرحاً لعملياتها الإجرامية غير المسبوقة، كما هو الحال في محافظات الجوف ومأرب وغيرها من المناطق اليمنية”.

وأضاف: “جماعة الحوثي تضرب عرض الحائط بكل قرارات مجلس الأمن والاتفاقات الموقعة معها، وتستمر في نهب الاموال من البنك المركزي في الحديدة، وترفض الانصياع لنداءات العالم وتحذيراته من كارثة خزان نفط صافر وتمارس الاعتداءات المتكررة على المملكة العربية السعودية، وتقوم بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على أراضيها وتهدد الامن في المنطقة والممرات المائية”.

وتابع البركاني: “إن دعوات السلام والتهدئة ووقف إطلاق النار إنما تأتي في أوقات حاجة الحوثيين لها، وليس لإيقاف نزيف الدم والدمار التي يحدثونه في المناطق التي حولوها إلى ساحات قتال دائم ومستمر أضرَ بحياة الناس ومصالحهم، ويمارسون هوايتهم العدوانية على المواطنين بشكل لا يتفق مع الدساتير أو القوانين والشرائع السماوية”.

وأشار رئيس مجلس النواب إلى أن الحكومة الشرعية “قد أتاحت كل الفرص للمبعوثين الدوليين، وعلى رأسهم مارتن جريفت، وتعاطت مع كل الخيارات والمبادرات من أجل السلام في اليمن، ولكن الحوثيون يدمرون كل الفرص ويتنكرون لكل الاتفاقات، واختاروا منهج العنف سبيلاً لتنفيذ مشاريعهم المشبوهة، وللأسف لا يواجهون بمواقف حازمة”.

وإزاء ذلك، “عَبَّر مارتن جريفث عن أسفه للدماء التي تراق، والتدمير الذي يحدث، والمواجهات العنيفة التي هيمنت على الأوضاع خلال الفترة الماضية”، مؤكداً أن “تلك الاحداث تقلل من فرص السلام”.

وإذ أبدى المبعوث الأممي قلقه من استمرار العنف والاقتتال، وعدم حل مشكلة خزان صافر، “أكد عزم المجتمع الدولي على إحلال السلام في اليمن، وإنهاء معاناة اليمنية بالوصول الى التسوية السياسية”. وقال إن “ما يجري حالياً في الحديدة، امر غير مقبول ويقوض كل فرص السلام”.

من جانب آخر، أطلع رئيس مجلس النواب، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، على الترتيبات الجارية لتنفيذ اتفاق الرياض. وقال المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان إن الأخير والمبعوث الأممي ثمنا “الدور الأخوي للمملكة العربية السعودية في جهود تثبيت الامن والسلام والاستقرار في اليمن ودعمها للشعب اليمني في جميع المجالات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *